الجزائر – رياض شعباني
تعمل الجزائر على تطوير وتعزيز البنى التحتية للطاقات المتجددة من أجل ترسيخ مكانتها كمورّد تاريخي موثوق ومضمون في هذا المجال، على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتحقيق مستقبل طاقوي منخفض الكربون، الذي يعدّ خياراً استراتيجياً أقرّه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وإطلاق مشاريع هيكلية بهدف دعم إنشاء أسواق إقليمية للطاقة، وتعزيز الجهود لتحقيق أهداف المناخ والتنمية المستدامة.
وفي اجتماع للحكومة الجزائرية، الأربعاء، سلّطت الضوء على الإرادة التي تحدو الدولة لجعل الطاقات المتجددة ركيزة للسيادة الطاقوية والتنمية المستدامة للبلاد، وتم تقديم عرض حول تنفيذ مشاريع الطاقات المتجددة، برنامج 3200 ميغاواط. وتباشر الجزائر من خلال هذا البرنامج الطموح، انتقالها نحو نموذج طاقوي يقوم على تثمين الطاقة الشمسية الوطنية وتعزيز القدرات الصناعية المحلية. وقد تم التنويه في هذا الصدد، بأشواط التقدم الملحوظة التي تحققت في تنمية القدرات الوطنية، لا سيما في صناعة بعض التجهيزات المرتبطة بهذا النشاط وفي إنجاز منشآت الإنتاج.
كما يُنتظر أن تدخل أول محطتي طاقة شمسية، في إطار مشروع 3200 ميغاواط، حيّز الخدمة قبل نهاية السنة الجارية 2025، ويتعلّق الأمر بمحطتي الغروس في ولاية بسكرة، وتندلة في ولاية المغير، المزودتين بقدرة انتاجية بـ200 ميغاواط لكل منهما، حيث تشهد الأشغال على مستوى المحطتين تقدماً ملموساً.
وتعدّ المحطتان جزءاً من مشروع 3200 ميغاواط، الجاري انجازه بعد توقيع العقود الخاصة به في آذار (مارس) 2023، والذي يتضمن 22 محطة تتراوح قدرتها ما بين 80 و220 ميغاواط.
ويمثّل هذا المشروع المرحلة الأولى للبرنامج الوطني للطاقات المتجددة الرامي إلى وضع حيّز الخدمة 15 ألف ميغاواط من هذه الطاقات في آفاق 2035.
مستقبل طاقوي منخفض الكربون خيار استراتيجي
وتعدّ الطاقات المتجددة في الجزائر اليوم حقيقة وطنية تخدم التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، حيث تساهم على نطاق واسع في ضمان التنمية المستدامة وتُعتبر الحل الأمثل لخلافة المحروقات بشكل كبير، دون المساس بسلامة البيئة وصحة الإنسان. وكان وزير الطاقة والطاقات المتجددة، مراد عجال، قد أكّد الأسبوع الماضي أن "الجزائر ماضية بثبات نحو تحقيق انتقال طاقوي مستدام، يوازن بين تطوير الطاقات التقليدية والطاقات الجديدة والمتجددة، انسجاماً مع الرؤية الإستراتيجية التي أقرّها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون".
وقال عجال في كلمته خلال افتتاح النسخة 13 لمعرض ومؤتمر شمال إفريقيا والبحر المتوسط للطاقة والهيدروجين "نابك" في وهران، إن "الجزائر التي تعمل على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي من خلال مشاريع شراكة متوازنة ومربحة للطرفين، بين دول الجنوب وضفتي المتوسط، تجعل من تطوير الطاقات الجديدة والمتجددة أولوية وطنية، مشيراً إلى أن "إعادة هيكلة قطاع الطاقة، مكّنت من تسريع تنفيذ البرنامج الوطني للطاقات المتجددة الذي أُطلق بموجب تعليمات رئيس الجمهورية، الذي يشمل مشاريع بطاقة 3200 ميغاواط قيد التنفيذ، ستساهم في تقليص استهلاك الغاز وتعزيز الأمن الطاقوي، إلى جانب مشاريع للهيدروجين الأخضر وتصدير الكهرباء".
وتسعى الجزائر إلى تطوير صناعة الهيدروجين ومشتقاته، في إطار تنفيذ خارطة الطريق الوطنية بالشراكة مع مستثمرين محليين وأجانب، وخلق فرص جديدة للنمو الاقتصادي والتصنيع المستدام وإطلاق مشاريع هيكلية كبرى تدعم إنشاء أسواق إقليمية للطاقة، وتطوير بُنى تحتية عابرة للحدود، خاصة في مجال الهيدروجين، وذلك لجعل الجزائر مورداً موثوقاً للطاقة في إفريقيا وحوض المتوسط والعالم.