تباينت المواضيع التي تناولتها المجلات العلمية التي صدرت في مطلع شهر آب (أغسطس) 2018، ومع ذلك جاء التنوع الحيوي وعلاقته بتغير المناخ في صدارة عناوين أكثر من مجلة. فناشيونال جيوغرافيك قدمت ما يشبه الاعتذار عن فيديو الدب المحتضر الذي سبق أن نشرته تحت عنوان "هكذا يبدو التغير المناخي"، وعرضت مجلة "نيو ساينتست" في عددها الأخير تقريراً خاصاً عن أزمة التنوع الحيوي العالمية، كما كان غلاف مجلة "ذا ساينتست" عن أكثر الأنواع الحية عرضة لمخاطر تغير المناخ.
National Geographic
اختارت المجلة علم دراسة النوم كموضوع لغلافها، وفي محتويات العدد الجديد نجد مجموعة من المقالات ذات الصلة بقضايا البيئة. من بينها، مقال مصور عن الطيور النادرة كالنسر الفيلبيني والعقاب المصري وطائر أبو مركوب. ومقال عن المبادرات التي تتبعها المدن للحد من التلوث الناتج عن وسائل النقل كتخصيص مسارات للدراجات الهوائية والتشجيع على استخدام أنواع بديلة من الوقود وتقديم الحوافز للسيارات الكهربائية.
وفي مقال آخر عرضت ناشيونال جيوغرافيك توضيحاً لمقطع فيديو سبق أن عنونته "هكذا يبدو التغير المناخي" ويتضمن دباً قطبياً يحتضر بسبب الجوع. وفيما حظي هذا المقطع بمشاهدة نحو 2.5 بليون شخص حول العالم، فإن الرسالة التي قدمتها ناشيونال جيوغرافيك لم تكن دقيقة علمياً حيث لا يمكن الحسم بأن احتضار هذا الدب بالذات كان نتيجة للتغيير المناخي على الرغم من أن الدببة القطبية بشكل عام تتخذ من الأراضي الجليدية، التي تتعرض لمخاطر الاحتباس الحراري، موطناً لها.
New Scientist
صدر عن المجلة في شهر تموز (يوليو) أربعة أعداد أسبوعية. مقال غلاف العدد الأول كان عن موطن الإنسان الأول حيث توجد أدلة متزايدة على أن نشأة الجنس البشري كانت في آسيا (الشرق الأوسط) لا في أفريقيا كما يجمع أكثر العلماء حالياً. وفي العدد مقال عن المعطيات الجديدة التي وفرتها المركبة "كاسيني" حول وجود خلايا عضوية معقدة مصدرها قمر كوكب زحل "إنسيلادوس" ما قد يشير إلى وجود حياة على هذا القمر الجليدي.
وفي العدد الثاني مقال حول موجات الحر المتواترة التي تصيب مناطق عدة في العالم، وتدل على أن التغير المناخي لم يعد خطراً مستقبلياً فحسب إذ أن أضراره أصبحت ملموسة بشكل متزايد. وفي العدد الثالث مجموعة من المقالات عن الذكاء ومحاولة للإجابة على السؤال فيما إذا كانت البشرية تزداد غباء. وتضمن العدد الأخير تقريراً خاصاً عن الأزمة التي تواجه التنوع الحيوي حول العالم.
The Scientist
جاء مقال غلاف العدد الجديد تحت عنوان "أكثر الأنواع الحية عرضة لمخاطر تغير المناخ"، ويتناول المقال أهمية تحديد الأنواع المهددة بشكل خطير بفعل الاحتباس الحراري من أجل تصميم استراتيجيات فاعلة للحفاظ عليها. ويشير المقال إلى أن أكثر من 90 في المئة من مرجان المحيط الهادئ سيعاني من الابيضاض بحلول سنة 2050 في ظل أفضل سيناريوهات تغير المناخي المستقبلية. ومن مخاطر تغير المناخ على الأنواع الحية التراجع في الخصوبة وتناقص الأعداد والحساسية تجاه مصادر الغذاء والهجرة إلى موائل جديدة.
وفي مقال آخر، تناولت المجلة الحلول الإبداعية التي يلجأ إليها العلماء للحفاظ على الأنواع الحية المهددة بالانقراض، فبدلاً من استخدام الأفخاخ بات أغلب علماء الأحياء يعتمدون على تثبيت كاميرات المراقبة التي تتحسس الحركة، كما أصبح من الشائع استخدام الطائرات الصغيرة المسيّرة عن بعد (الدرونز) لتعقب حركة الحيوانات. ويجادل العلماء حالياً حول إيراد المعلومات التفصيلية عن مواطن الأنواع النادرة في الأوراق البحثية ذلك أن كشف هذه المعلومات يعرض الأنواع الحية لمزيد من الخطر في كثير من الأحيان.
BBC Earth
تناول مقال الغلاف السفر في الفضاء عبر الثقوب الدودية، وفرصة الإفادة من الثقوب السوداء لإيجاد مسالك مختصرة إلى المجرات الأخرى. وفي العدد مقال عن هندسة المناخ والمخاوف من أن يؤدي التحكم في الطقس إلى خلق نزاعات سياسية ونشوب حروب، وتقترح المجلة أن يتم التوصل إلى اتفاق عالمي يخص الأبحاث التي تتصل بهندسة المناخ ما يحول دون أن يتحكم بلد ما في مناخ بلد آخر.
كما تضمن العدد مقالاً عن الحياة البرية في أرض المعارك، واختارت المجلة سهل سالزبوري في بريطانيا لتعرض غناه بالأنواع الحية بفضل استخدامه من قبل وزارة الدفاع البريطانية كأرض للتدريبات العسكرية. وتملك الوزارة أرضاً مساحتها 360 كيلومتراً مربعاً من سهل سالزبوري تضم عشرات الأنواع النباتية والحيوانية النادرة مثل فراشة المستنقعات وطائر كروان الحصى.
Popular Science
اختارت المجلة في عددها الجديد موضوع "الأشياء الصغيرة" كسمة أساسية لأغلب مقالاتها. ومن بينها مقال عن نوع من النمل يعيش في الصحراء التونسية ويتميز بقدرة تحمله العالية إذ يقطع مسافة تزيد عن 110 أمتار بحثاً عن الطعام، وهذا يماثل أن يسير الإنسان نحو 6.5 كيلومتر كي يحظى بوجبة غداء في أرض قاحلة من دون معالم مميزة.
وإلى جانب الكائنات الدقيقة التي تساعد على بقاء واستمرار الإنسان مثل ميكروبات الخميرة التي تساعد في تصنيع الخبز، تعتمد الكثير من العلوم على الأشياء الدقيقة لتوسيع المعارف، فدراسة العينات الجليدية القطبية تستفيد من تحليل حبيبات الغبار والأملاح وتقييم التباينات في مكونات الهيدروجين والأوكسجين لتحديد الظروف المناخية والتغيرات الحرارية التي عرفتها الأرض قبل آلاف السنين.
How It Works
تضمن العدد مجموعة من المقالات في مجالات العلوم والفضاء والبيئة والتقنية والنقل والتاريخ. من بينها مقال عن أسماك القرش الضخمة التي هيمنت على المحيطات في عصور ما قبل التاريخ، وافترست الحيتان. وكان قرش الميغالودون يجوب المياه المفتوحة في المحيطات بالإضافة إلى البحر الأبيض المتوسط قبل نحو 20 مليون سنة، ويصل طول هذا القرش العملاق إلى 18 متراً، وتوجد ادعاءات غير مثبتة عن مشاهدته حياً في التاريخ المعاصر.
وفي العدد مقال عن الأنواع الحية الغازية، وهي كائنات حية نباتية أو حيوانية تتسلل إلى غير مواطنها وتتسبب في كثير من الأحيان بأضرار للأنواع الأصيلة. ويقدّر أن نحو 20 إلى 30 في المئة من الأنواع الغازية تلحق ضرراً بالموائل التي تغزوها، وتبلغ قيمة الخسائر الناتجة عن الأنواع الغازية في الولايات المتحدة نحو 120 بليون دولار سنوياً.
BBC Focus
في سنة 2014، تمكنت وكالة الفضاء الأوروبية من وضع المسبار فيلة على سطح المذنب شوريموف-غيرايزمنكو في عملية فريدة من نوعها أتاحت للعلماء الحصول على معطيات غير مسبوقة. ويستعرض العدد الجديد من المجلة المشروع الطموح الذي تخطط له وكالة الفضاء الأميركية ناسا ووكالة الفضاء اليابانية جاكسا لقطع شوط أبعد في استكشاف المذنبات من خلال السعي للحصول على عينات من أحدها وجلبها إلى الأرض.
وفي مقال مميز آخر، تناولت المجلة أهمية المعارف الشعبية في تطوير العلوم، فالمجتمعات المحلية اكتسبت مع الزمن خبرات كثيرة عن محيطها الفيزيائي والحيوي، وهي خبرات كان يتم تجاهلها في كثير من الأحيان. وتسعى العديد من الجهات البحثية حاليا للاستفادة من المعارف الشعبية في مجالات علمية مختلفة كحماية الحيتان في القطب الشمالي، وتوقع حجم الهاطل المطري، وتحديد المسارات من خلال مواضع النجوم.
World of Animals
اختارت المجلة الشواطئ التي ارتبطت أسماؤها بحيوانات محددة كموضوع لغلافها، ومن بينها شاطئ جزيرة ماوي في هاواي الذي يعد موطنا لخمس من أصل سبعة أنواع سلاحف بحرية في العالم، بما فيها السلحفاة الخضراء. وهناك أيضاً شاطئ الفلامنغو على جزيرة أروبا في البحر الكاريبي، وكذلك جزيرة أوشيما اليابانية التي تعرف باسم جزيرة القطط.
وفي العدد مقال عن تجارة العاج وأثرها المدمر على الفيلة. ويورد المقال أن تعداد فيلة السافانا التي تعيش في 18 بلداً إفريقياً تراجع من نحو 10 ملايين فيل في مطلع القرن الماضي إلى 352 ألفاً في سنة 2016 بسبب الصيد غير الشرعي. وتعد دول جنوب شرق آسيا المقصد الرئيس للتجارة غير الشرعية في عاج الفيلة الذي يبلغ سعر الكيلوغرام الواحد منه 730 دولاراً.