نجحت هيئة البيئة-أبوظبي بالتعاون مع مركز ياس سي وورلد للبحوث والإنقاذ جزيرة ياس، أبوظبي، في إنقاذ 10 من طيور الفلامنغو (النحام الكبير) والمعروفة محليا، بإسم "الفنتير"، والتي تستوطن محمية الوثبة للأراضي الرطبة، بعد تعرضها للإصابة في أعقاب الظروف الجوية القاسية التي شهدتها الإمارات خلال شهر شباط (فبراير) الماضي مع مرور منخفض المزر الجوي، ونتج عنها هبوب عاصفة وهطول أمطار غزيرة، صاحبَتها زخّات من البَرَد بأحجام كبيرة بشكل استثنائي، والتي وصل تأثيرها إلى محمية الوثبة.
وتعدّ سي وورلد واحدة من أكبر الهيئات المعنية بإنقاذ الحيوانات البحرية في العالم، وقد أسهمت على مدار 60 عاماً في إنقاذ أكثر من 40 ألف حيوان حتى الآن، ونتطلع للريادة في دعم وإنقاذ الحيوانات المحتاجة للرعاية في الإمارات والمنطقة بشكل أوسع.
ومن المتوقع أن تعود طيور الفلامنغو، التي تتكاثر على عدة دفعات خلال فصل الشتاء وأوائل الصيف في المحمية، للتكاثر مرة أخرى. وتشير الدراسات أن المحمية سجّلت 1,270 حالة تعشيش خلال 2023، وعليه فإنه من المتوقع أن تسترد المحمية ما فقدته بسبب الظروف الاستثنائية خلال موسم التعشيش 2024 دون الحاجة الى أي تدخل بشري.
وتقوم هيئة البيئة-أبوظبي بمراقبة الطيور في محمية الوثبة للأراضي الرطبة منذ عام 2002، والتي تشمل الطيور البرية والمائية. ويتم تتبع لأنماط هجرة طيور الفلامنغو من المحمية إلى المناطق التي تنتقل إليها شمالاً خلال فترة الصيف، وذلك باستخدام أجهزة متقدمة تعتمد على تقنيات الأقمار الاصطناعية.
وتُعدّ طيور الفلامنغو الكبير من الأنواع المهاجرة إلى حدٍ كبير، حيث تعود سنوياً إلى أبوظبي من مستعمرات التكاثر في آسيا الوسطى، ومع ذلك، تقيم مجموعات منها في بعض الأراضي الرطبة الرئيسة في الإمارات، بما في ذلك محمية الوثبة للأراضي الرطبة والمواقع الساحلية المجاورة. كما وتُصنّف محمية الوثبة للأراضي الرطبة، التي تديرها هيئة البيئة-أبوظبي، ضمن الأراضي الرطبة الداخلية وتغطي مساحة إجمالية قدرها 4.5 كيلومتر مربع. وتتميز هذه المنطقة بكونها أول محمية في أبوظبي تأسست في عام 1998، بعد نجاح عملية تكاثر طيور الفلامنغو. وتعدّ المحمية الموقع الوحيد في شبه الجزيرة العربية الذي تتكاثر فيه هذه الطيور بانتظام.
وخلال أشهر الشتاء، تستضيف المحمية أكثر من 4000 طائر من طيور الفلامنغو، وعادةً ما يحدث التكاثر خلال هذه الفترة. وهي أول موقع في أبوظبي ينضم لقائمة رامسار للأراضي الرطبة، مما يؤكد على أهميتها العالمية. وفي عام 2018، أدرجها الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة (IUCN) في قائمته الخضراء للمناطق المحمية ومناطق المحافظة على الطبيعة في العالم.