تشير الدراسة الأولى من نوعها إلى أن تغيُّر الفصول والتحوُّلات الدراماتيكية في الظروف الجوية القاسية من المرجح أن تؤثر على أنماط النوم.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن درجات الحرارة المرتفعة في الصيف قد تؤدي إلى إضعاف جودة النوم، وبالتالي الصحة العامة والرفاهية في الحياة البرية.
هذا البحث، الذي نُشر في Proceedings of the Royal Society B، قادته جامعة كوينز بلفاست، بالتعاون مع باحثين في الجامعة التشيكية لعلوم الحياة وجامعة سوانسي.
في التحليل الأطول والأكثر تفصيلاً للنوم لدى الحيوانات البرية حتى الآن، سجّل الباحثون سلوك النوم لما يقرب من 30 خنزيراً برياً (Sus scrofa) في موقعين في جمهورية التشيك. وتم جمع البيانات على مدار ثلاث سنوات باستخدام أدوات متطورة.
يؤدي النوم وظائف فيزيولوجية حيوية، وهو عنصر أساسي لصحة العقل والجسم للإنسان والحيوان، مما يسمح بالتعافي وإعادة الشحن.
في كثير من الأحيان، يميل الأفراد الذين ينامون أقل من المتوسط إلى الإصابة باضطرابات عصبية في وقت لاحق من الحياة، مما يشير إلى أن فترات النوم القصيرة تنطوي على تكاليف طويلة الأجل.
كيفية تأثُّر نوم الحيوانات البرية بالظروف البيئية غير مفهوم حتى الآن. وقد أجرت كوينز هذه الدراسة لتحديد ما إذا كان التغيُّر في الفصول والظروف الجوية يؤثر على نوم الخنازير البرية وكيف.
وفي المقابل، يعتقد الباحثون أن النتائج قد تكون مفيدة لتزويد البشر بالمعلومات عن أنماط نومنا، لمساعدتنا على التكيُّف مع نومنا لتحسين نوعية حياتنا.
وتُظهر النتائج أن كمية النوم وكفاءته وجودته تنخفض بشكل كبير في الأيام الأكثر دفئاً ورطوبة، في حين أن درجات الحرارة الباردة، بالإضافة إلى زيادة الغطاء الثلجي وهطول الأمطار، تعزز زيادة جودة النوم.
علاوة على ذلك، تكشف الدراسة عن اختلافات فردية عميقة. على وجه التحديد، ينام الأشخاص الذين ينامون لفترة قصيرة أقل بنسبة تصل إلى 46 في المئة من الأشخاص الذين ينامون لفترة طويلة، لكنهم لا يعوضون نومهم القصير من خلال جودة أفضل، مما يشير إلى أنهم قد يدفعون تكاليف أعلى للحرمان من النوم على المدى الطويل.
الصورة: Václav Přibáň.