وافق البرلمان الأوروبي، الثلثاء، على قانون رائد لاستعادة الطبيعة، مما أدى إلى إنقاذ جزء على الأقل من خطط الاتحاد الأوروبي لحماية البيئة، بعد أن أثارت احتجاجات المزارعين رد فعل عنيف.
وتم التصويت بعد أسابيع من احتجاجات المزارعين في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك مظاهرة عنيفة يوم الإثنين خارج مقر الاتحاد الأوروبي في بروكسل. ومن بين ما شكا منه المتظاهرين السياسات الخضراء للاتحاد الأوروبي، التي يقولون إنها تفرض بيروقراطية مفرطة على المزارعين.
وتبنى المشرّعون الأوروبيون القانون بأغلبية 329 صوتاً، مقابل 275 صوتاً وامتناع 24 عن التصويت.
وتم إقرار القانون على الرغم من أن مجموعة المشرّعين من حزب الشعب الأوروبي قررت في اللحظة الأخيرة معارضة القانون، بحجة أنه سيُخضع المزارعين لمزيد من الروتين.
ويعدّ قانون الطبيعة أحد أكبر التشريعات البيئية في الاتحاد الأوروبي، حيث يطلب من الدول اتخاذ تدابير لاستعادة الطبيعة على خُمس أراضيها وبحرها بحلول عام 2030.
وقال مفوض البيئة في الاتحاد الأوروبي، فيرجينيوس سينكيفيسيوس، إن هذه السياسة تمثّل "مساهمة ملموسة من الاتحاد الأوروبي في الحفاظ على التنوُّع البيولوجي والنظم البيئية الثمينة والتربة والمياه الصحية - أولا، وقبل كل شيء، لمزارعينا".
وتهدف هذه الخطة إلى عكس اتجاه التدهور في الموائل الطبيعية في أوروبا ــ والتي يُصنّف 81 في المئة منها على أنها في حالة صحية سيئة ــ وتتضمن أهدافاً محددة، على سبيل المثال، استعادة الأراضي الخثية حتى تتمكن من امتصاص انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون.
ومع ذلك، فإن السياسة النهائية أضعف بكثير مما كان مخططاً له في الأصل.
وواجه قانون الطبيعة رد فعل سياسي عنيف منذ أن اقترحته المفوضية الأوروبية في عام 2022. وحاول المشرّعون من يمين الوسط إلغاءه بالكامل، وفازوا في النهاية بتغييرات لإضعاف أجزاء منه، بما في ذلك هدف إدخال المزيد من الأشجار والبرك وغيرها من ميزات التنوُّع البيولوجي إلى الأراضي الزراعية.
وتحتاج السياسة الآن إلى موافقة نهائية من دول الاتحاد الأوروبي قبل أن تدخل حيز التنفيذ. وعادة ما تكون هذه الموافقة إجراءً شكلياً بسيطاً، ويبدو أنها تهدف إلى تجنب مصير السياسات الخضراء الأخرى التي ألغاها الاتحاد الأوروبي لاسترضاء المزارعين.
ففي وقت سابق من هذا الشهر، سحبت المفوضية الأوروبية قانوناً مقترحاً لتقليل المبيدات الحشرية وأجّلت التزام المزارعين بتخصيص المزيد من الأراضي للطبيعة.
وحتى الآن، فشلت هذه التحركات في قمع احتجاجات المزارعين. ويقول بعض منظمي الاحتجاج إن السياسات الخضراء ليست هي المشكلة، ويريدون بدلاً من ذلك أن يتخذ الاتحاد الأوروبي إجراءات للحدّ من واردات المواد الغذائية الرخيصة. (عن "رويترز")