في إطار سعيها للمحافظة على جودة الهواء وتقليل آثار التغيُّر المناخي، أعلنت هيئة البيئة–أبوظبي، بالشراكة مع شركة مُدن العقارية، عن بدء تشغيل أول برج لتنقية الهواء في المنطقة في جزيرة الحديريات. ويعتبر هذا البرج الجديد ابتكاراً حضرياً مصمماً لتحسين جودة الهواء في المنطقة، ويوفّر تجربة ملهمة لضمان مستقبل مستدام.
ويستخدم البرج، الذي يبلغ طوله سبعة أمتار، تقنية صديقة للبيئة لتنقية الهواء المحيط، حيث لديه القدرة على تنقية 30 ألف متر مكعب من الهواء في الساعة بكفاءة عالية. وينتج عن استخدام هذه التقنية هواءً خالياً من الغبار في الأماكن العامة، مما سيمكّن الجمهور من الحصول على هواء نقي وصحي.
ويأتي مشروع تركيب وتشغيل برج تنقية الهواء في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين هيئة البيئة–أبوظبي وشركة مُدن العقارية، التي يسعى من خلالها الطرفان لتعزيز التعاون في مجال تنفيذ المبادرات البيئية الرامية لحماية الهواء من التلوُّث، وحماية الحياة البرية والبحرية والموارد الطبيعية، والبرامج التطويرية المعززة لها، بما ينعكس بشكل إيجابي على ضمان بيئة آمنة وصحية، وتعزيز جهود أبوظبي في تحقيق أهداف استراتيجية الحياد المناخي 2050.
ويعتبر تركيب برج لتنقية الهواء مبادرة تنفذ لأول مرة في المنطقة، في حين قامت دول مثل الصين وهولندا وبولندا باستخدام هذه التقنية. ويعدّ هذا استمراراً للجهود التي تبذلها هيئة البيئة-أبوظبي، والتي تقوم بانتظام باستخدام أنظمة مراقبة متقدمة لقياس ملوّثات الهواء في إطار جهودها لتحسين جودة الهواء في أبوظبي، مما يساعد على توفير نوعية حياة أفضل للمقيمين فيها.
وفي إطار جهودها لحماية وتحسين نوعية الهواء في أبوظبي، تقوم الهيئة بتنفيذ العديد من الأنشطة والبرامج التي تهدف لمراقبة وتقييم جودة الهواء لتحديد أهم التحديات ومصادر الانبعاثات، وذلك لوضع الحلول اللازمة للتقليل من تلك الملوّثات وتقييم مدى فعاليتها. وتدير الهيئة شبكة مخصصة لمراقبة جودة الهواء منذ عام 2007، تتكوَّن من 20 محطة رصد ثابتة منتشرة في جميع أنحاء أبوظبي، تراقب عن كثب جودة الهواء وتوفر بيانات عالية الدقة بنسبة تصل إلى 99 في المئة. كما تدير الهيئة محطتان متنقلتان تستخدمان لإجراء دراسات متخصصة بجودة الهواء في جميع أنحاء أبوظبي. ويتم نشر البيانات التي يتم جمعها من خلال الموقع الإلكتروني www.adairquality.ae، حيث يمكن للجمهور الوصول بشكل مباشر إلى مؤشر جودة الهواء للتعرف على نوعية الهواء واتخاذ قرارات مستنيرة لحماية صحتهم من تلوّث الهواء.