إنّ الاستثمارات المشتركة في الزراعة الصغيرة النطاق في البلدان النامية لا تزيد فقط قدرة السكّان الريفيين الضعفاء على مواجهة الصدمات المناخيّة والاقتصاديّة المتزايدة باستمرار، بل تحقّق فوائد كبيرة للبيئة والمناخ من خلال المساعدة في الحدّ من انبعاثات غازات الدفيئة واستعادة الأراضي المتدهورة والحدّ من فقدان التنوُّع البيولوجي، وفقاً لتقرير مشترك جديد أصدره، الأسبوع الماضي، الصندوق الدولي للتنمية الزراعيّة التابع للأمم المتّحدة ومرفق البيئة العالميّة.
وقالت Jyotsna Puri، نائبة الرئيس المساعِدة لدائرة الاستراتيجيّة وإدارة المعرفة في الصندوق: "يستفيد من شراكة الصندوق مع مرفق البيئة العالميّة 78 مليون شخص في 100 بلد، الأمر الذي يحسّن سبل عيشهم ويقدّم حلولاً لبناء القدرة على الصمود عبر النظم الغذائية والمناخ والطبيعة".
وأضافت نائبة الرئيس المساعِدة للصندوق، وهو الوكالة المتخصّصة التابعة للأمم المتّحدة والمؤسسة الماليّة الدوليّة الوحيدة التي تركّز حصراً على الحدّ من الفقر وتحسين الأمن الغذائي في المناطق الريفيّة في البلدان النامية: "تعمل منظمتانا معاً على تجميع التمويل لإحداث أثر تحفيزي على المجتمعات الريفيّة في جميع أنحاء العالم وتيسير التأثير المضاعف على النظم والمؤسّسات التي تُعتبر بالغة الأهميّة بالنسبة لها".
ومن شأن الشراكة مع مرفق البيئة العالميّة أن تمكّن الصندوق من تعزيز عمله لدعم الإدارة المستدامة للأراضي والمياه والزراعة الذكيّة مناخيّاً والزراعة الإيكولوجيّة الزراعيّة، وحفظ التنوُّع البيولوجي، والتكيُّف مع المناخ، وبناء القدرة على الصمود، وفقاً لتقرير الميزة الثالث الجديد المشترك بين الصندوق ومرفق البيئة العالميّة.
فعلى سبيل المثال، أدّى مشروع يرمي إلى تطوير الزراعة الأسريّة، بتمويل مشترك من الصندوق ومرفق البيئة العالميّة، إلى إصلاح 30 000 هكتار من الأراضي المتدهورة في النيجر. وبذلك، منع هذا البرنامج انبعاث 5.25 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون، مع استعادة ما يقرب من 190 000 هكتار من خلال ممارسات "تجديد الطبيعة الذي يديره المزارعون" والتي تعزّز إعادة نمو الأشجار لزيادة الغطاء النباتي الخشبي.
كما ساعد التعاون بين الصندوق ومرفق البيئة العالميّة على إطلاق العنان للابتكار على المستوى القطري، كما يبرز التقرير. وفي كمبوديا، أدّت "مِنح الاختبار" إلى تقليل مخاطر عمليّة اعتماد تكنولوجيّات الطاقة المتجدّدة من خلال دعم التدقيق والتحقّق من قبل صغار المزارعين والمؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة. وأعقبت هذه المنح "منح بدء التنفيذ" الأخرى من خلال نهج التمويل المشترك مع الشركات لإنشاء سلاسل الإمداد المحليّة والتدريب وخدمات ما بعد البيع. ونتيجة لذلك، اعتمد ما يقرب من 18 000 شخص من صغار المزارعين مختلف تكنولوجيّات الطاقة المتجدّدة، مثل المجفّفات الشمسيّة لتجهيز الأغذية ومضخّات المياه الشمسيّة المحمولة لري المحاصيل وقوالب الفحم الحيوي لتسخين الكتاكيت حديثة الفقس وحاضنات الدواجن الشمسيّة لتسخين البيض والزراعة المائيّة الشمسيّة لزراعة الخضروات بكميّة أقل من المياه.
وقدرة الصندوق على تجميع مصادر مختلفة لتمويل التنمية تفتح إمكانيات جديدة لمواجهة التحدّيات العالميّة الملحّة مثل تغيير الطريقة التي ننتج بها الأغذية وننقلها ونخزنها ونستهلكها.
ويشارك الصندوق، بالتعاون مع وكالته الشقيقة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، في قيادة البرنامج المتكامل الجديد للنظم الغذائيّة التابع لمرفق البيئة العالميّة، الذي سيوجَه بموجبه ما يقدّر بنحو 230 مليون دولار أميركي - تُستكمل بتمويل مشترك إضافي - من خلال مِنح لدعم البلدان التي تعمل على تحويل نظمها الزراعيّة والغذائيّة لتكون أكثر استدامة ولتحقيق فوائد بيئيّة عالميّة.
وتمثّل الحافظة النشطة حالياً للعمليّة المشتركة بين الصندوق ومرفق البيئة العالميّة استثماراً إجماليّاً يقارب 200 مليون دولار أميركي في 35 مشروعاً عالميّاً بشأن الزراعة والتنمية الريفيّة في جميع مناطق العالم.
وتمثّل الموافقات الأخيرة على المشروعات في عامي 2022 و2023 وحدهما أكثر من 64 مليون دولار أميركي في شكل مِنَح من مرفق البيئة العالميّة، مع تمويل مشترك كبير يزيد على 347 مليون دولار أميركي. وعلاوة على ذلك، هناك 13 مشروعاً في 18 بلداً يبلغ مجموعها حوالي 100 مليون دولار أميركي في مرحلة التصميم في ذخيرة الصندوق الدولي للتنمية الزراعيّة ومرفق البيئة العالميّة، ويصل حجم "ذخيرة المشروعات في المراحل الأوليّة" التي يجري تحديد نطاقها إلى ما يقرب من 100 مليون دولار أميركي.
اطلع على التقرير:
الصورة: © Ubirajara Machado/MDA/IFAD