استطاعت «أرامكو» و«سابك» السعوديتان، و«توتال إنيرجيز» الفرنسية، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إكمال أول عملية تحويل للزيت المشتق من مخلفات البلاستيك إلى بوليمرات دائرية معتمَدة حاصلة على «الشهادة الدولية للاستدامة والكربون (آي إس سي سي)».

 

وذكر بيان صادر عن «أرامكو» أنه جرت معالجة الزيت المشتق من مخلفات البلاستيك (زيت الانحلال الحراري) في مصفاة «ساتورب» المملوكة بشكل مشترك بين «أرامكو» السعودية، و«توتال إنيرجيز» في الجبيل (غرب السعودية).

 

وكانت شركة «بتروكيميا»، إحدى الشركات المنتسبة لـ«سابك»، قد استخدمته، في وقت سابق، بوصفه لقيماً لإنتاج البوليمرات الدائرية المعتمدة.

 

ويهدف المشروع إلى تمهيد الطريق من أجل خلق سلسلة قيمة محلية لعملية إعادة تدوير متطورة للمواد البلاستيكية، وتحويلها إلى بوليمرات يُعاد استخدامها في السعودية.

 

وتسمح هذه العملية باستخدام المواد البلاستيكية غير المصنَّفة، التي يصعب إعادة تدويرها بشكل ميكانيكي، مما يُسهم في حل مشكلة النفايات الناتجة عن المواد البلاستيكية التي تُستعمل لمرة واحدة.

 

 

وكان الحصول على اعتماد «الشهادة الدولية للاستدامة والكربون» أول مرحلة مهمة للتأكد من الشفافية فيما يتعلق بمصدر اللقيم والمنتجات المُعاد تدويرها، وإمكانية تتبعها إلى مصدرها.

 

وشارك 3 منشآت صناعية في هذه العملية، وهي: مصفاة «ساتورب»، ومعمل «أرامكو السعودية» لتجزئة سوائل الغاز الطبيعي، وشركة «بتروكيميا».

 

وحصل جميع هذه المنشآت بنجاح على اعتماد «الشهادة الدولية للاستدامة والكربون»، مما أسهم بإنتاج المواد المُعاد تدويرها.

 

وأشار رئيس التكرير والكيميائيات والتسويق في «أرامكو»، محمد القحطاني، إلى أهمية دور قطاع البتروكيميائيات في صنع منتجات وحلول أكثر استدامة.

 

وأوضح أن الهدف من العملية ابتكار حلول لتدوير مخلفات البلاستيك، بالإضافة إلى إحراز تقدم نحو الوصول إلى الحياد الصفري للنطاقين (1 و2)، والحد من الانبعاثات الغازية المسبِّبة للاحتباس الحراري في مرافق أعمال الشركة.

 

وتابع القحطاني أنه من الممكن إنتاج منتجات مُعاد تدويرها، مع توسيع نطاقها بتكلفة منخفضة نسبياً من خلال الاستفادة من الفائض للبنية التحتية القائمة.

 

من جهته، أوضح رئيس التكرير والكيميائيات في «توتال إنيرجيز»، برنارد بيناتيل، أن المبادرة تهدف لإعادة تدوير المواد البلاستيكية للمساهمة بشكل واضح في مواجهة مشكلة انتهاء صلاحيتها.

 

 

ووفق برنارد، تجري دراسة عدة مشروعات أخرى خاصة بالاقتصاد الدائري، عن طريق الاستفادة من الخبرات والمعرفة الفنية للشركاء، من أجل المساهمة بشكل أكبر في إعادة تدوير المواد البلاستيكية.

 

وأضاف أن «توتال إنيرجيز» تهدف إلى إنتاج 30 في المئة من البوليمرات المُعاد تدويرها بحلول 2030.

 

من ناحيته، أفاد النائب التنفيذي للرئيس للبتروكيميائيات بالوكالة في «سابك»، سامي العصيمي، أن المشروع يتماشى مع طموح الشركة بتجنب حرق النفايات وردمها، من خلال قدراتها الابتكارية وتقنياتها المتقدمة.

 

وأكد أن المشروع يعكس التعاون في جميع مراحل سلسلة القيمة البتروكيميائية للتغلب على التحديات التي تواجه قطاع التنقيب والإنتاج، والتكرير والكيميائيات والتسويق في ما يتعلق بالمواد البلاستيكية المُعاد تدويرها.

 

جدير بالذكر أن «سابك» و«توتال إنيرجيز» عضوان مؤسِّسان في تحالف القضاء على النفايات البلاستيكية، وهو منظمة غير ربحية تضم عدداً من الشركات العالمية، تهدف للاستفادة من العلوم والموارد والخبرة في مواجهة تحديات إدارة النفايات الحالية. (عن "الشرق الأوسط")