حذّر باحثون من أن انبعاثات العديد من المواد الكيميائية المدمّرة للأوزون والمحظورة بموجب بروتوكول مونتريال منذ 13 عاماً آخذة في الازدياد.
ويقول التقرير إن ما يسمى بـ "مركّبات الكربون الكلورية الفلورية" أو الكلوروفلوروكربون (Chlorofluorocarbon) من صنع الإنسان والتي يرمز لها بـCFC، وصلت إلى مستويات قياسية، ما زاد من انبعاثات تغيُّر المناخ.
وزاد حجم خمسة من مركّبات الكلوروفلوروكربون المستنفدة للأوزون في الغلاف الجوي بسرعة بين عامي 2010 و2020، ووصلت إلى مستوى قياسي.
وكانت مركّبات الكلوروفلوروكربون شائعة الاستخدام في الثلاجات والهباء الجوي والمذيبات وبخاخات الأيروسول، حتى تم حظر إنتاجها عالمياً بعد أن تم اكتشاف أنها المحرك الأساسي للضرر الذي يلحق بطبقة الأوزون.
وطلب بروتوكول مونتريال، الذي تمت الموافقة عليه في عام 1987، التخلص تدريجياً وبسرعة من بعض مركّبات الكلوروفلوروكربون والتخلص تدريجياً ولكن بشكل أبطأ من البعض الآخر.
ومع ذلك، ما يزال يُسمح بإستخدام مركّبات الكلوروفلوروكربون كمواد وسيطة - مواد خام تستخدم لإنتاج مركّب آخر - ومنتجات ثانوية في إنتاج مواد كيميائية أخرى. ولا يشمل البروتوكول مركّبات الكلوروفلوروكربون المنتجة بهذه الطريقة.
ويبدو الآن أن إطلاق مركّبات الكلوروفلوروكربون الصغيرة آخذ في الازدياد كمنتج ثانوي لتصنيع بدائل مركّبات الكلوروفلوروكربون الصديقة للأوزون، والتي تسمى مركّبات الكربون الهيدروفلورية (HFC).
ومن المعروف أن ثلاثة من مركّبات الكلوروفلوروكربون المقاسة (CFC-113a ،CFC-114a ،CFC-115) تُستخدم في إنتاج المواد الكيميائية، ولكن لا توجد استخدامات معروفة للإثنين المتبقيين (CFC112a وCFC-113).
ويقدّر مؤلفو الدراسة، التي نُشرت أمس في Nature Geoscience، أن الانبعاثات المجمّعة لمركّبات الكربون الكلورية الفلورية الخمسة في عام 2020 كانت تعادل 4200 طن من مركّبات الكربون الكلورية فلورية -11، وهي ثاني أكثر مركّبات الكربون الكلورية فلورية وفرة، وهي مادة خاضعة للرقابة بموجب بروتوكول مونتريال.
وفي ما يتعلّق بتأثير الاحترار، يُشير العلماء إلى أن هذا بلغ 47 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون، أي ما يعادل 150 في المئة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في لندن في عام 2018.
وفي حين أن تأثير الانبعاثات المتراكمة لمركّبات الكربون الكلورية الفلورية الخمسة هذه بين عامي 2010 و2020 على طبقة الأوزون ضئيل، يحذّر المؤلفون من أن الزيادة المستمرة بالمعدل الحالي يمكن أن تعوّض بعض التقدم المحرز بموجب بروتوكول مونتريال - وقد يكون لها تأثيرات مناخية إضافية.
نُشرت النتائج الكاملة للدراسة في مجلة Nature Geoscience. وأجريت القياسات من قبل جامعة بريستول، ومختبر الرصد العالمي التابع للإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) وجامعة إيست أنجليا ومركز أبحاث يوليخ. (عن "مترو")