أطلق مركز "تيندال" لأبحاث تغيُّر المناخ في جامعة "إيست أنجليا" في المملكة المتحدة، أداة جديدة من شأنها أن توضح بدقّة كيف أسهمت البلدان في الاحتباس الحراري، من خلال انبعاثاتها من غازات الدفيئة الرئيسية منذ عام 1850.
ووثّق الباحثون جهودهم البحثية في دراسة نُشرت الأربعاء في دورية "ساينتفك داتا" (Scientific Data)، تستند إلى السجلات المنشورة للانبعاثات التاريخية لغازات الدفيئة الثلاثة: ثاني أوكسيد الكربون والميثان وأوكسيد النيتروز، وهي الغازات التي قدمت مساهمات كبيرة في الاحتباس الحراري، من فترة ما قبل الثورة الصناعية حتى عام 2021.
إسهامات الدول
تقدم الدراسة ترتيباً للدول التي ساهمت بأكبر قدر في ظاهرة الاحتباس الحراري حتى عام 2021، من خلال انبعاثات غازات الدفيئة الثلاثة منذ عام 1850، كالتالي:
* الولايات المتحدة الأميركية (0.28 درجة مئوية / 17.3 في المئة).
* الصين (0.20 درجة مئوية / 12.3 في المئة).
* روسيا (0.10 درجة مئوية / 6.1 في المئة).
* البرازيل (0.08 درجة مئوية / 4.9 في المئة).
* الهند (0.08 درجة مئوية / 4.8 في المئة).
* إندونيسيا، ألمانيا، المملكة المتحدة، اليابان، وكندا: يساهم كل منها بنسبة 0.03-0.05 درجة مئوية.
تغيُّرات على مر السنوات
ويشير الباحثون إلى أن مساهمات بعض البلدان في الاحتباس الحراري قد تغيّرت مقارنة بغيرها، منذ اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيُّر المناخي عام 1992، على النحو التالي:
* تفوقت الصين على روسيا، لتصبح ثاني أكبر مساهم في ارتفاع درجات الحرارة.
* تجاوزت إندونيسيا كلاً من ألمانيا والمملكة المتحدة، لتصبح في المركز السادس.
* ارتفعت المساهمات المجمعة للاحترار في البرازيل وجنوب إفريقيا والهند والصين من 17 في المئة في عام 1992 إلى 23 في المئة في عام 2021.
* انخفضت مساهمة دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية الصناعية بشكل طفيف، من 47 في المئة إلى 40 في المئة.
من اللافت أيضاً أنه منذ عام 1992، كان الاحترار الإضافي الناجم عن انبعاثات الوقود الأحفوري العالمية، أكبر بأربع مرات من الاحترار الناجم عن إزالة الغابات.
تحديثات دورية
قاد الدراسة الدكتور ماثيو جونز، من مركز تيندال لأبحاث تغيُّر المناخ في جامعة إيست أنجليا (UEA) في المملكة المتحدة، والذي تحدّث لموقع "سكاي نيوز عربية"، عن تفاصيل تطوير الأداة الجديدة، ومدى أهميتها فيما يتعلق بقضايا تغيُّر المناخ، فيقول:
* "في البداية، طرحنا سؤالاً عن مقدار مساهمة كل دولة في تغيُّر المناخ من خلال الانبعاثات التاريخية لثاني أوكسيد الكربون والميثان وأوكسيد النيتروز، ولاحظنا أنه ليس من السهولة الحصول على البيانات التي يمكن أن تساعد في الإجابة على هذا السؤال".
* "لهذا السبب أنشأنا مجموعة البيانات بأنفسنا، ونخطط لتحديثها بانتظام حتى نتمكن من مراقبة التغيُّرات التي تطرأ على المساهمات الوطنية في تغيُّر المناخ، لاسيما الاستجابة لسياسات المناخ العالمية".
* "من مجموعة البيانات الخاصة بنا، يتضح أي البلدان كانت المساهم الرئيسي في تغيُّر المناخ منذ عام 1850، لكن يمكننا أيضاً أن نرى كيف تغيّرت الأمور منذ أن أصبح تغيُّر المناخ قضية أساسية على ساحة السياسة الدولية".
* "قدّمت الدول التي قادت الثورة الصناعية مساهمات كبيرة في ظاهرة الاحتباس الحراري من خلال انبعاثاتهم التاريخية، على سبيل المثال، تظل الولايات المتحدة أكبر مساهم في الاحتباس الحراري منذ عام 1850".
ما أهمية هذه "الأداة"؟
وفي ما يتعلق بأهمية تلك البيانات، قال جونز لموقع "سكاي نيوز عربية":
* "نعتقد أن مجموعة البيانات هذه ستكون أداة مهمة حقا لتتبع تأثير السياسات المناخية، حيث تسعى العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم لتحقيق صافي صفر انبعاثات".
* "لن تسمح لنا الأداة فقط بتتبع الانخفاض في الانبعاثات في المستقبل، لكن أيضاً تأثير خفض الانبعاثات على وتيرة الاحتباس الحراري".
* "ستشهد هذه الأداة الجديدة تغييرات على أساس سنوي، لأننا سنقوم بتحديثها ببيانات انبعاثات جديدة كل عام على الأقل".
* "في ما يتعلق بدقة النتائج، تشير تقديراتنا إلى ارتفاع درجة حرارة 1.4 درجة مئوية بسبب غازات الدفيئة الثلاثة هذه وحدها، مما يطابق 1.4 درجة التي أبلغت عنها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغيُّر المناخ في تقرير التقييم السادس".
* يُشار إلى أن الفريق البحثي الذي يقف وراء الأداة الجديدة، ضم علماء من مركز أبحاث المناخ الدولي في النروج، ومعهد بوتسدام لأبحاث تأثير المناخ، وجامعة لودڤيغ ماكسيميليان في ميونخ في في ألمانيا، والمعهد الدولي لتحليل النظم التطبيقية في النمسا، ومركز Woodwell لأبحاث المناخ في الولايات المتحدة، وجامعة إكستر في المملكة المتحدة. (عن "سكاي نيوز عربية")