تشهد دول كثيرة في العالم صيفاً يوصف بالحارق، وسط تسجيل درجات قياسية للحرارة، فيما تُثار التساؤلات حول ما إذا كان البشر سيظلّون قادرين على تحمل الطقس، مستقبلاً، لا سيما أن موجات الحرّ الأخيرة أودت بحياة كثيرين، وأشعلت مساحات شاسعة من الأرض بالنيران.
وبحسب صحيفة "غارديان" البريطانية، فإن العلماء يرون أن مستوى الحرارة والرطوبة بات قريباً من تجاوز الحد الذي يسمح بعيش البشر.
وفي أشهر آذار (مارس) ونيسان (أبريل) وأيار (مايو) من العام الجاري، سجّلت الهند إلى جانب جيرانها، موجات حرّ أنهكت أكثر من بليون إنسان، فتم تجاوز أكثر من رقم قياسي.
وفي سنة 2022، سجّلت الهند أحر شهر آذار (مارس) منذ قرن من الزمن، فيما تجاوزت الحرارة في العاصمة نيودلهي 49 درجة مئوية في أيار (مايو) الماضي.
أما في بريطانيا، فزادت الحرارة عن الرقم القياسي المسجّل سابقاً بـ1.6 درجة مئوية، متجاوزة 40 درجة مئوية، وذاك ما حصل أيضاً في دول أوروبية أخرى.
وكتبت "غارديان" أن بعض المناطق في العالم اقتربت من حدّ الرطوبة والحرارة الأقصى، وهو ما يعني أنها باتت على وشك أن تصبح خارج نطاق تحمُّل الإنسان.
وأضافت الصحيفة أن هذه العتبة القابلة للتحمُّل من الحرارة والرطوبة قد تكون أقل مما اعتقده البعض، أي أننا اقتربنا منها دون أن نشعر بالأمر.
ولقياس هذا الأمر، يلجأ الباحثون إلى معيار يطلقون عليه "البصيلة المخضلة"، من أجل المواءمة بين درجة الحرارة ومستوى الرطوبة، حتى يضعوا تقديرات بشأن الطقس القابل للتحمُّل وسط البشر.
ولا يتأثر جسم الإنسان بمستويي الرطوبة والحرّ فقط، بل ثمة عوامل أخرى من قبيل أشعة الشمس وسرعة الرياح.
ووفق المعايير العلمية، فإن إنساناً يتمتع بصحة جيدة لا يستطيع أن يتحمل سوى ست ساعات، في حال وصل مستوى الحرارة والرطوبة إلى الدرجة الحرجة.
وهذا المستوى الحرج تكون فيه درجة حرارة الهواء في حدود 40 درجة مئوية مع رطوبة تصل نسبتها إلى 75 في المئة.
وبوسع جسم الإنسان في العادة أن يتأقلم مع الحرارة فيتعرَّق ويجفّ ما يتصبّب منه، لكن في حالة الرطوبة، يصبح غير قادر على "تبريد" نفسه تلقائياً، وعندئذ، قد تبدأ الأعضاء في الاضطراب والفشل فلا تظل قادرة على أداء وظائفها. (عن "سكاي نيوز عربية")