صدر العدد 293 من مجلة "البيئة والتنمية" لشهر آب (أغسطس) 2022، وهو متوفّر مجاناً عبر موقعنا الالكتروني
www.afedmag.com
موضوع الغلاف لهذا العدد بعنوان "ملايين الحرائق تضرب الغابات سنوياً"، حيث تشهد مناطق عدّة حول العالم حرائق غابات مدمّرة لا سابق لها. وتميّز هذا الموسم بتمدد الحرائق وقوَّتها، إذ لا يكاد مكان توجد فيه غابات على وجه الأرض إلا وطالته.
كذلك يتضمن العدد مقالاً بعنوان "هل تُعيد الحرب رسم سياسات الطاقة والمناخ؟" فالخريطة السياسية لمنطقة البحر الأسود لا تزال تخضع للشدّ والجذب نتيجة الحرب الروسية على أوكرانيا، ومعها يشهد قطاع الغاز الطبيعي صراعاً موازياً سيترك أثره على خريطة الطاقة العالمية. وتعدّ صدمة الطاقة التي أحدثتها الحرب الحالية هي الأخطر منذ أزمات النفط خلال سبعينات القرن الماضي، حيث تواجه الكثير من البلدان نمواً سيئاً، وتضخماً متزايداً، وتراجعاً في الاستقرار السياسي والاجتماعي. ولا بد أن تعيق هذه التحديات التزام كثير من البلدان بالأهداف المناخية المعلنة. وفي العدد أيضاً مقال بعنوان "مبادرات لجعل الدُمى والألعاب صديقة للبيئة"، حيث يُعتبر تقدير حجم صناعة الألعاب في العالم مهمةً عسيرةً، وهو أشبه بتجميع قطع أحجية ضخمة. فوفقاً لموقع "ساتيستا"، بلغت عوائد سوق الألعاب العالمية 95 بليون دولار في سنة 2020. في حين تقدّر "فورتشن" حجم السوق بنحو 130 بليون دولار في السنة ذاتها. ويتفاوت الإنفاق على شراء الألعاب سنوياً لكل طفل بين 7 دولارات في أفريقيا و24 دولاراً في آسيا، ليصل إلى 212 دولاراً في أوروبا و300 دولار في أميركا الشمالية. وقد ارتفع الإنفاق بين 2020 و2021 بنحو 22 في المائة مع انتشار جائحة "كوفيد-19"، وما رافقها من إجراءات الحجر الصحي والتعليم عن بعد.
وفي افتتاحية العدد بعنوان "حرائق أوروبا وكوابيس المؤامرات"، يتطرّق رئيس التحرير نجيب صعب إلى المشكّكين بحقائق التدهور البيئي والتغيُّر المناخي، الذين احترفوا اقتناص الفرص لتفسير التقارير والأحداث على هواهم، "فهم أحياناً يقوِّلون المسؤولين أقوالاً لم ينطقوا بها، ويؤوِّلون أحياناً أخرى كلامهم بتفسيرات تناقض مضمونه". ويعطي صعب أمثلة عدة على هذا الأمر، وصولاً إلى ما نشره أحد مفاوضي المناخ العرب السابقين في حسابه على "تويتر" حيث كتب أنّ الحرائق الضارية في أوروبا ليست نتيجة للارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، بل هي مفتعلة لإيهام الناس أنّ المناخ يتغيّر فعلاً، والدفع للقبول بتخفيض الانبعاثات. وهنا يتسائل صعب، "إذا كانت الحرائق مفتعلة، فهل درجات الحرارة القياسية التي لم تشهدها أوروبا قبلاً مفتعلة أيضاً ومجرّد أوهام؟ أم أنّها أيضاً مؤامرة؟" ليختم قائلاً: "الحلول المتوازنة التي تحافظ على البيئة وتحفظ حقوق الجميع لا يمكن تحقيقها بالنظريات الشعبوية وكوابيس المؤامرات".