يعتقد باحثون أميركيون أن الجفاف القياسي المرتبط بتغير المناخ، الذي ضرب القطاع الزراعي في سورية بين 2007 و2010، ساهم في اندلاع النزاع فيها عام 2011. فقد ضربت موجة الجفاف الاقسى في تاريخ البلاد المنطقة الزراعية الرئيسية في الشمال، ما أرغم المزارعين ومربي المواشي المفلسين على النزوح إلى المدن، حيث غذّى الفقر وسوء الإدارة وعوامل أخرى الحراك الاحتجاجي الذي اندلع في ربيع 2011. هذا ما استنتجه هؤلاء الباحثون في تقرير صدر أول من أمس عن الأكاديمية الأميركية للعلوم.
وكانت مجلة "البيئة والتنمية" سبقت إلى هذه الاستنتاج في تحقيق بعنوان "سورية الجفاف والسنوات العجاف: الأسباب البيئية للنزاع"، كان موضوع غلاف عدد آذار (مارس) 2014.
وقال ريتشارد سيغر، عالم المناخ في جامعة كولومبيا بولاية نيويورك والمشارك في الدراسة الأميركية الجديدة: "لا نقول إن الجفاف هو سبب الحرب، بل إنه يضاف إلى كل العوامل الأخرى التي ساهمت في النزاع". وأضاف أن الاحتباس الحراري الحالي الناجم عن نشاطات بشرية ساهم على الأرجح في تفاقم موجة الجفاف في هذه المنطقة الممتدة من شمال سورية إلى بعض أجزاء تركيا والعراق، حيث بدأت الزراعة وتربية المواشي قبل نحو 12 ألف عام.
وشهدت هذه المنطقة على الدوام تغيرات مناخية طبيعية. لكن معدّي الدراسة أظهروا، استناداً إلى الأبحاث السابقة وأبحاثهم، أنه منذ 1900 سجلت هذه المنطقة ارتفاعاً في الحرارة تراوح بين درجة و1.2 درجة مئوية، وانخفاضاً للمتساقطات بنسبة تقارب 10 في المئة واعتبروا أن هذه الاتجاهات تتوافق مع ما تظهره النماذج الكومبيوترية حول تأثير النشاطات البشرية على ارتفاع حرارة الجو وانبعاثات غازات الدفيئة، ولا يعقل أن تنسب الى التغير المناخي الطبيعي.
الصورتان: مزارع سوري في حقله المجدب، وغلاف عدد آذار (مارس) 2014 من مجلة "البيئة والتنمية"