بعد مرور خمس سنوات على انتهاء صراع داعش (ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام) الذي نشب في عام 2017، أنشأت المنظمة الدولية للهجرة في العراق، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بتمويل من حكومة اليابان، مركزاً لإعادة تدوير الأنقاض في الموصل. وبعد تدشين التشغيل الأولي للمركز، تم تسليمه الآن إلى بلدية الموصل لتشغيله المستمر والمستدام.
ويشكل تسليم مركز إعادة تدوير الأنقاض في الموصل خطوة مهمة في الإدارة المستدامة للأحجام الضخمة من الأنقاض - ما يقدر بنحو 55 مليون طن - التي خلّفها صراع داعش. كما أنه يُمهد الطريق أمام إعادة تدوير نفايات البناء والهدم الروتينية، مما يساهم في "عادة البناء بشكل أفضل" ويعزز مبادرة "الحل الدائري" في تنمية العراق.
وأكد السيد سامي ديماسي، المدير الإقليمي لمكتب برنامج الأمم المتحدة للبيئة في منطقة غرب آسيا، أنه "من خلال تقليل النفايات وتحفيز الابتكار وخلق فرص العمل، فإن إعادة تدوير الأنقاض يخلق أيضاً فرص عمل مهمة". وقد أعربت شركات البناء في الموصل، بالفعل، عن اهتمامها بشراء الأنقاض المعاد تدويرها، مما يؤكد الاستدامة طويلة الأجل لإعادة تدوير الأنقاض.
وأوضح السيد جيورجي جيجوري رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق قائلاً: "إن هذا المشروع يدعم الانتعاش وسبل العيش من خلال الاعتماد على مبادئ الاقتصاد الدائري، حيث تكون النفايات وتلوث الأراضي محدودة من خلال عمليات الإنتاج التي تعيد استخدام المواد وتعيد توظيفها لأطول فترة ممكنة". "يعتبر التعاون والاستدامة من الأولويات الرئيسية في عمل المنظمة الدولية للهجرة نحو إيجاد حلول دائمة للنزوح، ويسعدنا إبرام شراكة مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة وحكومة اليابان بحيث يتم تمثيل ذلك ليس في مهام المركز نفسه فحسب، ولكن أيضاً في تشغيله، من خلال دعم السلطات المحلية للاستعداد لتشغيل المركز بشكل فعال".
وتم استعادة وفرز ما يقرب من 25000 طن من الأنقاض من خلال مشروع إعادة تدوير الأنقاض، والتي تم سحق نصفها تقريباً في الأنقاض المعاد تدويرها. ويؤكد اختبار المواد للأنقاض المعاد تدويرها الذي أقره المركز الوطني للمختبرات الإنشائية التابع لوزارة التخطيط امتثالها لمعايير تصميم اللجنة الحكومية العراقية للطرق والجسور لأساسات الطرق ومدى ملاءمتها للعديد من تطبيقات الاستخدام النهائي المنخفضة القوة مثل الكتل الخرسانية وأحجار الأرصفة.
ووفّر المشروع 240 وظيفة من خلال برامج النقد مقابل العمل التي تستهدف الأشخاص المستضعفين، بما في ذلك 40 امرأة.
وأقامت المنظمة الدولية للهجرة، بناءًعلى هذه التجربة، عمليتين أخريين لإعادة تدوير الأنقاض في سنجار والحمدانية في محافظة نينوى، وعملية ثالثة في الحويجة في محافظة كركوك، حيث تم تنفيذ مرحلة تجريبية باستخدام كسارة متحركة في قرية البويتر عام 2021. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت محافظتان أخريان تأثرتا بالصراع - وهما صلاح الدين والأنبار - مستوى عالٍ من الاهتمام بتكرار وتوسيع نطاق إعادة تدوير الأنقاض في منطقتهما.
يدعم برنامج الأمم المتحدة للبيئة العراق في تنظيف الأحجام الهائلة من الأنقاض الناجمة عن صراع داعش الذي نشب منذ حزيران (يونيو) 2017. في البداية، شمل ذلك إجراء تقييمات فنية وتخطيط ورش عمل مع موئل الأمم المتحدة، وبعد ذلك تصميم وتنفيذ مشاريع تجريبية لإعادة تدوير الأنقاض لدعم عمليات العودة في الموصل وكركوك وغيرها من المناطق المتضررة من الصراع بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة.