توصل فريق من الباحثين في الولايات المتحدة إلى أن الزيادة في ثلاثة عوامل مناخية هي، درجات الحرارة ومعدلات سقوط الأمطار وارتفاع حرارة المحيطات، تنذر بزيادة كبيرة في أعداد البعوض في سريلانكا خلال الشهر إلى الستة شهور المقبلة.
ومن خلال الدراسة التي أوردتها الدورية العلمية "لانسيت بلانيتري هيلث"، استطاع الباحثون في كلية الصحة العامة في جامعة نيوريورك وضع برامج مكافحة للتصدي لانتشار بعض فصائل البعوض التي تنقل أمراض وأوبئة مثل حمى الضنك.
يُذكر أن نصف سكان العالم يعيشون في مناطق مهددة بحمى الضنك، التي أصبحت بمثابة أزمة صحية خطيرة في سريلانكا.
ونظراً لأن تطوير لقاحات آمنة وفعالة ضد حمى الضنك يعتبر مسألة بالغة الصعوبة، فإن السيطرة على انتشار البعوض هي أنجح استراتيجية للحيلولة دون انتشار هذا المرض.
ويقترن انتشار حمى الضنك في سيريلانكا بموسم الأمطار الذي يبلغ ذروته في تموز (يوليو)، مع وجود ذروة أخرى أقل حدة خلال شهري كانون الأول (ديسمبر) وكانون الثاني (يناير) من كل عام.
وأظهرت الدراسة وجود علاقة بين بعض المتغيّرات المناخية وبين دورة حياة وأنماط غذاء وكميات الزواعج، وهي فصيلة البعوض التي تنقل هذا المرض.
ونقل الموقع الإلكتروني "ميديكال إكسبريس" المتخصص في العلوم الطبية عن الباحث ياسيم توزان، استاذ الصحة العامة في جامعة نيويورك قوله: "من المتوقع أن تنتشر حمى الضنك بسبب تغيُّر المناخ، وإذا ما استخدمنا بعض بيانات الطقس والمناخ للتنبؤ بالأنماط الموسمية لانتشار البعوض، فإن هذه المعلومات سوف تسمح للسلطات الصحية بالتحكم بشكل فعال في جهود مكافحة البعوض".
وفي إطار الدراسة، اعتمد الباحثون على قياس تأثير الحرارة والأمطار، وارتفاع حرارة المحيط على كميات البعوض في منطقة كالوتارا في جنوب غرب سريلانكا، وهي منطقة تنتشر فيها حمى الضنك، خلال الفترة من 2010 حتى 2018، ووجدوا أن هذه العوامل الثلاثة تؤثر بالفعل على انتشار البعوض، ولكن على فترات زمنية مختلفة، بمعنى أن هطول الأمطار يؤدي إلى انتشار البعوض في الوقت الراهن، وأن ارتفاع الحرارة تنذر بزيادة البعوض خلال شهر واحد، ولكن ارتفاع حرارة المحيطات تنذر بزيادة في أعداد البعوض خلال فترة تتراوح ما بين خمسة إلى ستة أشهر. (عن "د ب أ")