أكدت وزارة البيئة أنها تعاونت مع مركز البيئة والتنمية للإقليم العربي وأوروبا "سيداري" وتم إنتاج أكياس بلاستيكية قابلة للتحلل كبديل عن الأكياس البلاستيكية العادية وسيتم استخدامها في التعبئة وتوزيعها على المستهلكين يوم الجمعة المقبل من خلال 72 فرعاً تمثل 7 من كبرى سلاسل السوبرماركت في مصر.
وتهدف المبادرة إلى تغيير أنماط الاستهلاك في التعامل مع الموارد بين مختلف فئات المجتمع المصري، وتشجيع المواطنين لدفع تلك المبادرات لتتحول إلى سياسات وممارسات واقعية وفعالة، بالتعاون مع الشركاء من سلاسل السوبرماركت في مصر.
وأجرت الوزارة سلسلة من الحوارات المجتمعية مع الجهات المعنية كمنتجي الأكياس البلاستيكية والمستهلكين من كبرى السلاسل التجارية والسوبرماركت والصيدليات وتجار التجزئة، وخبراء الإعلام والتوعية، والجمعيات الأهلية، والنوادي الرياضية والاجتماعية، وأسفرت عن انضمام تلك الجهات الشريكة للمبادرة وتوقيعها على مذكرة تفاهم إيماناً منهم بدورهم المجتمعي والبيئي.
وتأتي المبادرة التي تحقق هدفاً اقتصادياً واجتماعياً وبيئياً متكاملاً، في إطار التوجه العالمي نحو تخفيض استهلاك الأكياس البلاستيكية وتعد جزءاً من السياسات المصرية الواعدة الرامية إلى التوجه نحو الاقتصاد الأخضر وانتهاج سياسات الإنتاج والاستهلاك المستدام من أجل تحقيق التنمية المستدامة، ودمج البعدين البيئي والاقتصادي في سياسات الدولة، بما لا يضر بصناعة الأكياس البلاستيكية ولكن تطويرها والتحول لتكنولوجيا إنتاج أكياس صديقة للبيئة، وتنفذ بالشراكة مع سيداري وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، تحت مظلة مشروع سويتش ميد الذي ينفذ بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
جدير بالذكر أن حجم استهلاك المصريين من الأكياس البلاستيكية، يبلغ نحو 12 بليون كيس بلاستيك سنوياً بما يعادل 2 بليون جنيه مما يشكل خطراً صحياً وبيئياً واقتصادياً كبيراً، حيث إن المادة البلاستيكية المستخدمة في تصنيع الأكياس يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة ثم ينتهي بها الأمر في القمامة وتهدد الاستثمارات السياحية كونها سبباً رئيسياً في القضاء على الشعاب المرجانية مما يؤثر سلباً على سياحة الغوص، وعلى نظافة الشواطئ ومظهرها الحضاري، كما تتسبب في نفوق واختناق الكائنات البحرية والنيلية وخاصة السلاحف البحرية، العدو الرئيسي لقناديل البحر، وتمثل مزيداً من الأعباء الاقتصادية للإنفاق على صيانة المجاري والمصارف المائية وتهدر المياه نتيجة زيادة البحر، وتدخل في تصنيعها مشتقات شديدة الخطورة تتفاعل مع المواد الغذائية إذا ما وضعت بداخلها، تستغرق نحو مئات السنين لكي تتحلل وإذا تم حرقها تنبعث جسيمات وغازات سامة تؤثر سلباً على الغلاف الجوي وتدمر صحة الإنسان. (عن "اليوم السابع")