تعتزم السعودية بناء أول محطة تحلية مياه تعتمد على الطاقة المتجددة بنسبة 100 في المئة، في مدينة «نيوم» للصناعات المتقدمة والابتكار «أوكساچون»، التي من المقرر أن تبدأ الإنتاج عام 2024.
ووقّعت شركة «إينووا» للطاقة والمياه والهيدروجين، إحدى الأذرع التابعة لـ«نيوم»، مذكرة تفاهم مع شركتي «إتوتشو» اليابانية و«فيوليا» الفرنسية لتطوير المحطة، حيث يمثل هذا المشروع التزام «نيوم» الكامل بتطوير اقتصاد دائري، وفقاً لأعلى المعايير البيئية والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وستعمل «إينووا» من خلاله على إنشاء إمدادات مياه مستدامة ووفيرة للسكان وقطاع الأعمال في «نيوم»، باستخدام تقنيات عالية ودقيقة تضمن فصل جميع الرواسب والأملاح للحصول على أعلى درجة نقاء للمياه، كما تستهدف الوصول إلى مرحلة التصريف الصفري للمخلفات الناتجة عن عملية التحلية من خلال إعادة استثمار المخلفات الناتجة عن عملية الفصل لإنتاج كميات كبيرة من المواد الصناعية القيّمة التي يمكن استخدامها محلياً أو تصديرها، ويعد ذلك سابقة في هذا النوع من المشاريع.
وقال بيتر تيريوم، الرئيس التنفيذي لـ«إينووا»، إن «شراكتنا مع قادة عالميين لابتكار حلول المياه تدعم رؤية (نيوم) في أن تصبح مرجعاً عالمياً لهذا القطاع الحيوي»، مضيفاً: «سنعمل في (إينووا) على تحقيق الوفرة لأهم عناصر الحياة مع تأكيد التزامنا التام بالحفاظ على الموارد الطبيعية، وذلك من خلال حلول مستدامة ومبتكرة ومتكاملة تمكّننا من إنتاج المياه وإعادة استخدامها بشكل كامل دون إعادة أي مخلفات ضارة، باستخدام حلول مبتكرة مدمجة ومستدامة».
وأكد تيريوم أن «هذه المحطة تعد نموذجاً لنوعية البنية التحتية غير التقليدية والمعززة للاقتصاد الدائري الذي نعمل على تطويره في (نيوم) لتأكيد التزامنا بسياسات الحياد الكربوني بشكل كامل».
من جهته، أوضح المدير التنفيذي لقطاع المياه في «إينووا»، چافين فان توندر، أن «الشركة تهدف إلى توفير مخطط لإنتاج ومعالجة المياه على نحوٍ مستدام ووفقاً لمعايير الاقتصاد الأخضر»، مبيناً أنه «سيتم من خلال هذه الاتفاقية النوعية إنتاج المياه في (نيوم) بتكلفة منخفضة باستخدام تقنيات وأنظمة رائدة وصديقة للبيئة، ليتم بعدها توسيع نطاق هذه التقنية لمعالجة مشكلة شح المياه في العالم».
وستعمل المحطة الجديدة بطاقة إنتاجية تبلغ 500 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يومياً عند اكتمال المشروع في عام 2025، أي ما يقارب 30 في المئة من إجمالي الطلب المتوقع على المياه في «نيوم». وستقوم بإعادة تعريف مفهوم محطات تحلية المياه، إذ سيتم استخدام أغشية ذات تقنيات متقدمة ومبتكرة للترشيح الغشائي لإنتاج المياه، وفصل جميع السوائل الملحية الناتجة واستثمارها بما يحقق أهداف «نيوم» البيئية، إذ ستحوّل مخلفاتها إلى منتجات مفيدة مثل الملح الصناعي عالي النقاء والبروم والبورون والبوتاسيوم والجبس والمغنيسيوم وعدد من المواد الأولية المعدنية النادرة، والتي ستُستثمر لتغذية صناعات وقطاعات أخرى، مما يحدّ من التأثير البيئي للمحطة الجديدة.
يشار إلى أنه جرى إطلاق شركة «إينووا» في آذار (مارس) الماضي، بهدف تعزيز وفرة الموارد الطبيعة والحفاظ عليها على نحوٍ مستدام، تماشياً مع نهج «نيوم» القائم على اعتماد إنتاج الطاقة النظيفة والمياه والهيدروجين وفقاً لمبادئ الاقتصاد الدائري والمستدام، وتحقيق عائدات استثمارية مستدامة صديقة للبيئة. (عن "الشرق الأوسط")