تزايد استخدام منتجات التنظيف بشكل كبير في السنوات القليلة الماضية، في ظل انتشار وباء "كوفيد-19"، لكن هذا الأمر قد يحمل في الواقع مخاطر صحية.
ومن خلال تسجيل ملاحظات في الوقت الفعلي في "ظروف داخلية واقعية" تحاكي عمل عمّال النظافة المحترفين في الأماكن المغلقة، وجد الباحثون في الولايات المتحدة أن المنظفات التجارية لتعقيم الأسطح الداخلية قد تودع جزيئات ملوثة صغيرة في المسالك التنفسية للإنسان، بمعدلات مساوية أو أعلى من الهباء الجوي من المركبات.
وقد يكون للنتائج الجديدة تداعيات على أولئك الذين عملوا بكثافة باستخدام البخاخات المطهرة أثناء جائحة "كوفيد-19".
وقادت الدراسة، التي نُشرت في Science Advances، كولين روزاليس، عالمة البيئة في جامعة كاليفورنيا ديفيس.
وتقول روزاليس وزملاؤها في الورقة البحثية: "أحد الاضطرابات التي أدخلها البشر على البيئة الداخلية هو استخدام منتجات التنظيف والتطهير المنزلية، وبعضها يحتوي على روائح طبيعية، مثل الحمضيات أو الصنوبر".
ومن المحتمل أن تتأثر حالات التعرض في أماكن العمل والسكن التي تؤدي إلى آثار صحية ضارة بزيادة التطهير الكيميائي للأسطح الداخلية أثناء جائحة فيروس كورونا 2019.
ويعرف العلماء أن تنظيف الأسطح الداخلية بالمطهرات يمكن أن يولد ملوثات داخلية ثانوية، مثل الغازات والهباء الجوي. ولكن لم تكن هناك دراسات كافية تتبع تكوين الهباء العضوي الثانوي في ظروف داخلية واقعية.
والهباء العضوي الثانوي (SOA) هو جزيء ينتج عن طريق الأكسدة على مدى عدة أجيال من الجزيء العضوي الأصل.
وأشار البروفيسور أنيل فيرتانين، عالم الغلاف الجوي في جامعة شرق فنلندا، والذي لم يشارك في الدراسة إلى أن : "الهباء العضوي الثانوي يمثل جزءاً كبيراً من عبء الهباء الجوي العالمي".
ولذلك فإن فهم آلية تكوين وخصائص الخدمية مهم لتقدير آثاره على المناخ وجودة الهواء وصحة الإنسان.
ولمعرفة المزيد حول تكوين الهباء العضوي الثانوي في الداخل، ركّز فريق الولايات المتحدة على المونوتربين، وهي فئة من المركبات العضوية المتطايرة (VOCs).
وينبعث المونوتربين من مجموعة واسعة جداً من المصادر، بما في ذلك الطهي والمواد الغذائية والنباتات وأنواع متعددة من المنتجات المعطرة.
وفي بيئة داخلية، يمكن أن يختلط المونوتربين مع الأوزون لتشكيل جزيئات قد تدفن داخل الرئتين.
واستخدم الفريق منظفاً منزلياً تجارياً قائماً على مادة المونوتربين لمسح الأسطح داخل غرفة اختبار مغلقة وجيدة التهوية ميكانيكياً، داخل مبنى أبحاث في منطقة غابات، لمدة 12 إلى 14 دقيقة.
وأثناء تنظيف الأرضية، قاس الباحثون الطور الغازي للمركب الطليعي، والمؤكسدات، والجذور، ومنتجات الأكسدة الثانوية، والهباء الجوي في الوقت الفعلي.
وحسبوا أن الشخص الذي يستخدم منتج تنظيف قائم على مادة المونوتربين سوف يستنشق أولاً نحو 30 إلى 40 ميكروغراماً من المركب العضوي الأساسي المتطاير في الدقيقة عند بدء المسح.
وعندما يتشكل الهباء الجوي العضوي الثانوي، يتفاعل المنتج مع الهواء في الغرفة، فيستنشق الشخص بعد ذلك نحو 0.1 إلى 0.7 ميكروغرام من هذه الجسيمات في الدقيقة.
ويقترح المؤلفون أن الحفاظ على مستويات الأوزون الخلفية في الأماكن المغلقة أقل من جزء واحد في البليون قبل المسح يمكن أن يقلل من تراكم جزيئات الملوثات.
والمركبات العضوية المتطايرة التي يتم استخدامها حالياً في الهباء الجوي أقل ضرراً من مركبات الكلوروفلوروكربون المستنفدة للأوزون (CFCs) التي حلت محلها في الثمانينيات.
يُشار إلى أن مركبات الكلوروفلوروكربون هي مركبات تنتمي إلى مجموعة المركبات الإصطناعية العضوية التي تحتوي على الكربون، الكلور، والفلور، والتي تُلحق الضرر بطبقة الأوزون الواقية للأرض والتي تحمينا من الأشعة فوق البنفسجية الضارة المتولدة من الشمس. (عن "ديلي ميل")