أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة أن عام 2025 سيكون عاماً دولياً مخصصاً لحماية الأنهار الجليدية، في خطوة تهدف إلى التصدي للتهديدات المتزايدة التي تواجهها نتيجة تغيُّر المناخ.
وتُعتبر الأنهار الجليدية من المصادر الأساسية للمياه العذبة، ومع فقدانها السريع، يواجه العالم أزمة بيئية وإنسانية قد تؤثر على بلايين الأشخاص.
وفي بيان نشرته الأمم المتحدة، الثلثاء، تم التأكيد على أن هذه المبادرة العالمية تنظمها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالتعاون مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.
والهدف الرئيسي هو توحيد الجهود الدولية لحماية الأنهار الجليدية التي تزود أكثر من بليوني شخص بمياه الشرب العذبة.
وتشير التقارير إلى أن الأنهار الجليدية وصفائح الجليد تحتوي على حوالي 70 في المئة من المياه العذبة على سطح الأرض.
وفي الوقت الذي تتعرض فيه هذه الأنظمة الطبيعية للتراجع السريع، أبدت منظمة الأرصاد الجوية قلقاً عميقاً بشأن تهديدها المستمر للأمن المائي على المدى البعيد، حيث قالت أندريا سيليست ساولو، الأمين العام للمنظمة، إن ذوبان الجليد يعدّ تهديداً واضحاً لموارد المياه التي تعتمد عليها العديد من المجتمعات، وحذّرت من أن عام 2025 يجب أن يكون بمثابة جرس إنذار عالمي.
في ما يتعلّق بالبيانات المناخية الأخيرة، شهِدت الأنهار الجليدية في عام 2023 أكبر انخفاض في كتلة الجليد خلال خمسين عاماً، ما يجعلها السنة الثانية على التوالي التي يُسجّل فيها فقدان الجليد في جميع المناطق الجليدية حول العالم.
من جانبها، لفتت ليديا بريتو، مساعدة المدير العام لليونسكو للعلوم الطبيعية، إلى أن مواقع التراث العالمية التي تحتوي على أنهار جليدية تمثّل حوالي 10 في المئة من إجمالي مساحة الأنهار الجليدية على كوكب الأرض.
وأشارت إلى أن دراسات حديثة توقعت اختفاء الأنهار الجليدية في ثلث هذه المواقع بحلول عام 2050، مما يزيد من خطورة الوضع البيئي، مع التأكيد أن عام 2024 سجّل أعلى درجات حرارة في التاريخ، وأصبح من الضروري اتخاذ إجراءات فاعلة وسريعة لمواجهة هذه التحديات البيئية التي تهدد مستقبل كوكب الأرض.
وأشارت لجنة المبادرة إلى أن التركيز سيكون بشكل أساسي على زيادة الوعي العالمي حول الأدوار الحيوية التي تلعبها الأنهار الجليدية والثلوج والجليد في موازنة المناخ، فضلاً عن تأثيرها الكبير على النظم البيئية التي تعتمد عليها المجتمعات.
وأضافت اللجنة أنها ستعمل على تعزيز الفهم العلمي للأزمة المناخية من خلال برامج تركز على استخدام البيانات بشكل مدروس وفعّال، بهدف توجيه الجهود نحو العمل المناخي الجاد، كما سيكون من أولويات اللجنة تعزيز السياسات التي تدعم هذا المجال ودمج حماية الأنهار الجليدية ضمن استراتيجيات المناخ العالمية والمحلية، مثل تلك التي يتم تبنيها في إطار اتفاقية باريس.
ووفقاً للتقارير والإحصائيات المتوفرة، من المتوقع أن يتواصل فقدان بعض الأنهار الجليدية في ظل معدلات الذوبان الحالية، والتي تشير النماذج المناخية إلى استمرارها ما لم تحدث تغييرات في درجات الحرارة.
وأكّد جون بومروي، أستاذ من جامعة ساسكاتشوان، ضرورة الاستعداد لمواجهة التدهور المحتمل للغلاف الجليدي من خلال اتخاذ قرارات سياسية عاجلة.
ولفت إلى إلى أهمية وضع آليات تساهم في تجديد الجهود للحدّ من انبعاثات الغازات الدفيئة، بالإضافة إلى تعزيز الأبحاث العلمية والتكيُّف الضروري من أجل التحضير لعالم أكثر سخونة وأقل جليدية.
وأضاف بومروي أن عام 2025 سيُسجّل كمرحلة فاصلة في تاريخ البشرية، حيث قد تكون تلك السنة هي التي حوّلت مسار البشرية وأنقذت الأنهار الجليدية والكوكب من العواقب البيئية المدمّرة.
ومن المتوقع أن يشهد 21 آذار (مارس) 2025 الاحتفال باليوم العالمي الأول للأنهار الجليدية، بينما ستستضيف طاجيكستان في أيار (مايو) من العام نفسه المؤتمر الدولي المخصص لحماية الأنهار الجليدية.
ويهدف المؤتمر إلى جمع العلماء وصانعي السياسات والمجتمعات المحلية لمناقشة الحلول المتاحة والعمل على بناء شراكات فاعلة من أجل الحفاظ على هذه الموارد الحيوية.
الصورة: UN News/Vibhu Mishra