إذا كنت تعاني من الضغط النفسي والقلق وتسارع دقات القلب، أو تعاني نقصاً للمناعة فالجأ إلى الطبيعة. إن وجودك على شواطئ أحد الخلجان يجعلك تستمتع بالمناظر الطبيعية الخلابة، ومشاهدتك أشجاراً تتمايل مع نسمات منعشة تولد شعوراً يساعدك على التخلص من ضغط الدم المرتفع، واستماعك لأصوات الأمواج يطرد هرمونات القلق من دمك، والتمتع برائحة أشجار الصنوبر يحسن النظام المناعي لجسدك.
خلال عقود ماضية أجريت عدة دراسات حول تأثير الطبيعة في العلاج النفسي للإنسان، ولم يكن هناك اهتمام كبير بفوائد الاستمتاع بالطبيعة وذلك بسبب عدم متابعة الطب لهذه الأفكار. لكن في العام 1984 وضع عالم الأحياء الأمريكي إدوارد اوسبورون ويلسون نظرية تسمى "بايوفيليا" أو "حب الحياة الطبيعية" وتشير إلى أن هناك علاقة فطرية متينة بين البشر ونظم الحياة الخضراء، وأن فوائد العلاج بالطبيعة تحدث لأن أدمغتنا تطورت تدريجياً مع طبيعة العالم المحيط بنا، فالأشجار الخضراء والمياه الزرقاء الصافية هي علامات أنها طبيعية، وهذا الإحساس بنقاء وطبيعة الشيء يساعد الدماغ على الاستجابة لأي عملية شفاء بشكل أكبر.
وأظهرت إحدى الدراسات أن الأطفال الذين يعانون من قصور الانتباه وفرط الحركة إذا ما قاموا باللعب في بيئة طبيعية خضراء لمدة 20 دقيقة على سبيل المثال لوحظت زيادة في تركيزهم الذهني. كما لوحظ تحسن ملحوظ في التفكير الخلاق لمجموعة من المتطوعين قضوا عدة أيام في غابة.