حققت دراسة لأستاذ من جامعة ستيرلنغ في أسكتلندا، نشرتها أول من أمس دورية «ساينس أوف توتال إنفيرومينت»، تقدماً كبيراً على طريق تحقيق التوازن بين زراعة الأشجار وإنتاج الغذاء، بما يحقق «الحياد المناخي»، وكانت الوسيلة لذلك هي أحد أنواع «الفطريات الصالحة للأكل».
ويشير «الحياد المناخي» إلى تحقيق توازن إجمالي بين كمية انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة، ومقدار انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الممتصة من الغلاف الجوي، ومما يعوق تحقيق ذلك، هو قطع الغابات والمراعي لاستخدام الأرض في الزراعة.
ووجدت دراسة للدكتور بول توماس في جامعة ستيرلنغ، أجراها بالتعاون مع باحث من المكسيك، أن الإكثار من زراعة «فطر الحليب الأزرق» الصالح للأكل يمكن أن ينتج بروتيناً لكل هكتار أكثر من لحوم الأبقار التي يتم تربيتها في المراعي، مما يحافظ على التشجير وتخزين الكربون واستعادة التنوع البيولوجي في الوقت نفسه.
وكانت إحدى النتائج المهمة التي تمخض عنها مؤتمر المناخ العالمي (كوب - 26) تعهد قادة العالم بإنهاء إزالة الغابات بحلول عام 2030، ويتم قطع الأشجار أساساً لزراعة الغذاء لسكان العالم المتزايدين.
ويقول الدكتور توماس، من كلية العلوم الطبيعية في جامعة ستيرلنغ في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة: «الصراع على استخدام الأراضي هو المحرك الرئيسي لإزالة الغابات في جميع أنحاء العالم، مع توقع زيادة الطلب على الإنتاج الزراعي لسنوات قادمة، وتقدم دراستنا طريقة جديدة تماماً للنظر في استخدام الأراضي، مما يجعل من الممكن الجمع بين إنتاج الغذاء عن طريق (فطر الحليب الأزرق) مع عزل الكربون والتنوع البيولوجي وأهداف الحفظ التي تحققها الغابات».
وفطر الحليب الأزرق أو ما يعرف بـ«لاكتاريوس نيلي»، تخرج منه مادة لبنية زرقاء اللون ويمكن أكله حيث يباع في بعض أسواق الصين وغوانتانامو والمكسيك، وينتج 7.3 كيلوغراماً من البروتين لكل هكتار، فيما تعزز الأشجار التنوع البيولوجي وتخزن الكربون. وتتلخص الفكرة التي تنادي بها الدراسة حول التخلص من الزراعة الأحادية، عبر دمج زراعة الفطر مع المحاصيل الأخرى، عبر اختيار المناطق الصالحة لذلك.
ويقول الدكتور توماس: «ستكون المرحلة التالية من بحثنا هي تمكين المجتمعات المحلية في المكسيك من زراعة الفطر، وهذا سيدعم إنتاج الغذاء مع تحقيق الأهداف البيئية». (عن "الشرق الأوسط")