كشفت دراسة جديدة أن المياه الجوفية التي شرب منها بلايين البشر قد تكون ملوثة بسبب تجارب الأسلحة النووية التي أجريت منذ عقود. وبحث العلماء في أكثر من 6 آلاف بئر في العالم، بعضها يحوي المياه منذ أكثر من 10 آلاف سنة، حيث وجدوا أن أكثر من نصفها يحتوي آثاراً لمركّب التريتيوم الذي يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالسرطان، لأنه يهاجم أنسجة أعضاء الجسم بشكل مباشر، ويعتبر نظيراً للهيدروجين، ويُستخدم في استخراج الطاقة النووية.
وقال البروفسور جيمس كيرشنر من المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ، إن «نصف الآبار تقريباً تحوي جزءاً من المياه الجوفية التي يرجع تاريخها إلى أقل من 50 أو 60 عاماً». وأوضح أن المياه الجوفية تعد أكبر احتياطي للمياه العذبة على وجه الأرض، وذلك دون احتساب الصفائح الجليدية الكبيرة في غرينلاند والقطب الجنوبي.
ووجد البروفسور سكوت جاسيشكو من جامعة كالغاري في كندا، أثراً للتريتيوم في أكثر من نصف الآبار البالغ عددها 6455 بئراً. وقال إن هذا الاكتشاف مهم جداً، لأن التريتيوم انتشر في جميع أنحاء العالم، عن طريق التجارب النووية التي أُجريت في الخمسينيات. هذا ويمكن أن يظهر في هطول الأمطار كمنتج لاختبارات الأسلحة النووية في منتصف التسعينيات، كما قد تحوي الآبار ملوثات أخرى حديثة. وتشير النتائج إلى أن المياه الجوفية «الأحفورية»، غالباً ما تكون عبارة عن خليط مع مياه حديثة المنشأ مع الملوثات التي تحملها.
وخلصت الدراسة إلى أن المياه الجوفية القديمة، أُعيد تدويرها على مدى آلاف السنين، وكثير من الناس لا يدركون أن جزءاً من المياه التي يشربونها، تأتي من باطن الأرض وقد تحمل نوعاً من الملوثات النووية. (جريدة "المستقبل عن "ديلي ميل")