أعلن الصندوق الدولي للتنمية الزراعية أمس، في أول تقييم شامل له لإيكولوجيا الزراعة، أن 60 في المئة من مشروعاته تستخدم ممارسات من هذا النهج الشمولي للإنتاج الزراعي المستدام. وتوصي المنظمة بذلك كطريقة فعالة لتحويل النظم الغذائية للتصدي لتزايد الجوع وسوء التغذية وتغيُّر المناخ وهشاشة النظام الإيكولوجي.
وتجمع إيكولوجيا الزراعة بين المعرفة التقليدية للمزارعين والابتكارات العلمية، وتدمج التنمية الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية. وتؤكد على أهمية صغار المنتجين في النظم الغذائية، وتربطهم بشكل مباشر أكثر بالمستهلكين لتقديم أغذية منتجة على نحو مستدام وصحي ومغذي وميسورة التكلفة للجميع.
وقالت السيدة ثريا التريكي، مديرة شعبة الإنتاج المستدام والأسواق والمؤسسات في الصندوق التي أشرفت على إعداد
التقرير: "نحن نعيش في عالم تسوده الوفرة، ومع ذلك لا يزال هناك واحد من كل عشرة أشخاص جائع، وثلاثة بلايين شخص لا يستطيعون تحمل نفقات الأنماط الغذائية الصحية، ويعدّ اعتماد ممارسات إيكولوجيا الزراعة خطوة رئيسية لمعالجة هذه الإخفاقات في نظمنا الغذائية".
واستعرض
تقرير تقييم إيكولوجيا الزراعة في عمليات الصندوق: نهج متكامل للنظم الغذائية المستدامة عينة واسعة من المشروعات، وتناول تقييم كيفية دعم المشروعات لاستخدام الموارد بكفاءة، وإعادة تدوير المياه والمغذيات والكتلة الحيوية والطاقة، ومستويات تنويع التنوع البيولوجي الزراعي واستخدامه، وإدارة الموارد الطبيعية، والابتكارات لربط المنتجين بالمستهلكين. ويوضح
التقرير أن الممارسات الزراعية الإيكولوجية قابلة للتطبيق وفعالة في مختلف الظروف المناخية وظروف المناظر الطبيعية، ويمكن تكييفها مع أنواع التربة المختلفة وتوافر الموارد الطبيعية.
ويشكّل الطلب المتزايد على الأغذية الصحية والمغذية إلى جانب تزايد عدد السكان وتفاقم آثار تغيُّر المناخ تحدياً للطريقة التي ننتج بها الأغذية ونستهلكها.
وسيركّز مؤتمر قمة الأمم المتحدة بشأن النُظم الغذائية الذي سيعقد في وقت لاحق من هذا الشهر على الالتزامات والنُهج الملموسة لتحويل النظم الغذائية بحيث يمكن للمزارعين أن يكونوا أكثر قدرة على الصمود في وجه تغيُّر المناخ، وإنتاج أغذية مغذية وميسورة التكلفة دون المساس بالموارد الطبيعية والنظم الإيكولوجية. وأصبحت إيكولوجيا الزراعة أكثر بروزاً على جدول الأعمال العالمي في السنوات الأخيرة باعتبارها طريقة مبتكرة لتحقيق هذه النتيجة على نحو فعال.
وتؤكد إيكولوجيا الزراعة على تمكين المزارعين، وأهمية معرفتهم وابتكاراتهم وتكييفاتهم، والعلاقة الجوهرية لقيمهم الثقافية بالأغذية التي ينتجونها. ويخلص
التقرير إلى أن المشروعات التي تستخدم النُهج الإيكولوجية الزراعية تفيد الشعوب الأصلية بشكل متكرر أكثر من أنواع المشروعات الأخرى. كما يسلط
التقرير الضوء على الأثر الإيجابي الذي يمكن أن تحدثه إيكولوجيا الزراعة فيما يتعلق بالشؤون الجنسانية وتمكين الشباب.
وفي السودان، على سبيل المثال، قام مشروع يدعمه الصندوق بتدريب الشباب المعرضين لخطر البطالة والهجرة على تقديم خدمات استشارية في مجال إيكولوجيا الزراعة لمجتمعاتهم المحلية، مما أدى إلى الانتقال إلى الغابات والمراعي المستدامة وإدارة المياه على نحو أفضل.