أتت حرائق الغابات على مساحات من الغابات في جمهورية ياقوتيا في سيبيريا الشرقية تقدّر بملايين الهكتارات، وتحرك الدخان المنبعث من هذه الحرائق آلاف الكيلومترات غرباً حتى وصل إلى داخل البلاد.
وأفادت وكالة ناسا الأميركية للفضاء بأن الدخان وصل إلى القطب الشمالي. وأعربت خبيرة المناخ الألمانية، كيرستن تونيكه، عن اعتقادها بأن حجم حرائق الغابات المدمرة في شرق روسيا «مزعج للغاية». وقالت خبيرة حرائق الغابات في معهد بوتسدام الألماني لأبحاث المناخ (بي آي كيه): «للعام الثالث على التوالي، نشهد عام حرائق شديداً هناك». وتابعت أن جزيئات الغبار ستستقر بعد ذلك على الجليد في القطب الشمالي، وهو ما سيكون له تأثير على انعكاس ضوء الشمس «وسيؤدي ذلك في غضون فترة قصيرة إلى تعزيز انصهار الجليد لأن الجزيئات السوداء تمتص ضوء الشمس».
وأشارت تقديرات تونيكه إلى أن حجم غازات الاحتباس الحراري الضارة التي أطلقتها حرائق الغابات على مستوى العالم في هذا العام وصل إلى قرابة 5.5 بليون طن، وقالت تونيكه، لوكالة الأنباء الألمانية في موسكو، عن هذا المقدار، إنه «أكثر مما كان عليه في نفس الفترة في السنوات الماضية»، مشيرة إلى أن مقدار الانبعاثات من غازات أول وثاني أوكسيد الكربون، والميثان، يتراوح سنوياً بين 6.5 و7.7 بليون طن.
وأوضحت تونيكه أن «الأرقام العالمية يمكن مقارنتها بالانبعاثات الصادرة عبر استخدام الغاز الطبيعي في جميع أنحاء العالم سنوياً». ونوهت تونيكه بأن غازات ثاني أوكسيد الكربون وأول أوكسيد الكربون والميثان تمثل خطراً من نوع خاص بالنسبة للمناخ. وقالت تونيكه إن هذه الغازات تتسبب عبر تأثيرها الاحتباسي في ارتفاع درجة الحرارة وتغيُّر المناخ على المدى البعيد، وذكرت أن الحرائق في سيبيريا والقطب الشمالي تسببت العام الماضي وحده في وصول نحو 250 مليون طن من ثاني أوكسيد الكربون إلى الغلاف الجوي، وهو ما يعادل ثلث إجمالي الانبعاثات الكربونية الصادرة من ألمانيا. (عن "الشرق الأوسط")