أفادت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة أمس أن الغازات المسببة للاحتباس الحراري وصلت عام 2015 إلى نقطة فاصلة، ما ينقل مسألة تغير المناخ إلى مرحلة جديدة يمكن أن تستمر لعشرات السنين حتى لو تحركت الحكومات للحد من انبعاثات الغازات المسببة لهذه الظاهرة. وقالت المنظمة إن متوسط المعدل العالمي لتركيز ثاني أوكسيد الكربون، الغاز الرئيسي المسبّب للاحتباس الحراري، وصل إلى 400 جزء في المليون في الغلاف الجوي للمرة الأولى منذ بدأ تسجيل هذا المعدل وتجاوز مستويات ما قبل الثورة الصناعية بنسبة 44 في المئة.
ويتعارض ارتفاع نسبة ثاني أوكسيد الكربون المستمر خلال السنة الحالية 2016 مع اتفاقات وقعتها نحو 200 حكومة لبدء الحد من انبعاثاتها من الغازات المسبّبة للاحتباس الحريري، يتصدرها اتفاق باريس لتغيّر المناخ الذي أبرم العام الماضي ويبدأ سريانه في تشرين الثاني (نوفمبر)، بغية الخفض التدريجي لاستخدام الوقود الأحفوري لصالح الطاقة المتجددة.
وقال الأمين العام للمنظمة بيتري تالاس: «عام 2015 سيدخل التاريخ، إذ إنه ينذر بحقبة جديدة بالنسبة لواقع التغير المناخي، تصل فيه مستويات تركيز الغازات المسبّبة للاحتباس الحراري إلى ارتفاع قياسي. والمعضلة الكبرى تتمثل في غاز ثاني أوكسيد الكربون الذي يبقى في الغلاف الجوي لآلاف السنين.
وتقدر لجنة من خبراء المناخ تابعة للأمم المتحدة أن تركيزات غاز ثاني أوكسيد الكربون وغاز الميثان وأوكسيد النيتروز هي في أعلى مستوياتها خلال ما لا يقل عن 800 عام.