توصلت دراسة حديثة تدعمها منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة "الفاو"، إلى أن تغيُّر المناخ يزيد من تدمير الآفات للمحاصيل الزراعية، مما يسبب تهديداً للأمن الغذائي العالمي.
وأوضح شو دونيو، المدير العام لـ"الفاو"، أن هناك 10 جامعات تعاونت في الدراسة، منهم جامعة "تورن" الإيطالية.
وأشار إلى أن الدراسة فحصت 15 نوعاً من الآفات النباتية التي انتشر بعضها بشكل كثيف خلال الفترة القليلة الماضية، والبعض الآخر يتوقع ظهوره قريباً، ليتضح أن التغيُّر الذي يحدث للمناخ، هو السبب الرئيسي لهجوم الآفات على المحاصيل- بحسب منظمة "الأمم المتحدة".
وقالت ماريا لودوفيكا، الأستاذة في جامعة تورن، ورئيسة الجمعية الدولية للنباتات، إن الدراسة ركزت على تحليل المؤلفات العلمية والدراسات التي بحثت في الآثار المحتملة لتغيُّر المناخ على الآفات النباتية، بما في ذلك ارتفاع درجة الحرارة والأوزون وثاني أوكسيد الكربون وتغيير أنماط المياه والرطوبة.
وأضافت أنه بعد تجميع النتائج من الدراسات السابقة، اتضح أن تغيُّر المناخ سيؤدي إلى زيادة المشاكل المتعلقة بصحة النبات سواء في الزراعة أو البستنة أو الغابات- وفقاً لصحيفة "تايمز أوف إينديا" الهندية.
وأكدت أن نحو 40 في المئة من إنتاج المحصول العالمي يفقد حالياً بسبب الآفات، وهذا ما أظهرته مراجعة الإنتاج العالمي ومقارنته بنتائج الدراسات.
وأشارت إلى أن الأمراض التي تتعرض لها النباتات على يد الآفات تتسبب في حرمان الاقتصاد العالمي من أكثر من 220 بليون دولار سنوياً، أما الآفات الغازية وهي التي الأنواع التي تظهر بشكل غير مسبوق في بعض المناطق نتيجة اختلاف درجات الحرارة، فتكلف البلدان ما لا يقل عن 70 بليون دولار، كما تعدّ من أكثر أسباب فقدان التنوع البيولوجي.
وأكدت أن البلدان التي يمثل الأمن الغذائي فيها تهديداً، هي من أكثر الأماكن التي ستتعرض للضرر خلال السنوات القليلة القادمة.
وقالت إن من أكثر الآفات التي انتشرت بسبب دفء المناخ، ما يسمي بدودة الحشد الخريفية التي تتغذى على محاصيل كثيرة، أبرزها الذرة، ومن المتوقع أن تغيّر بعض الآفات مسارها بسبب المناخ، مثل الجراد الصحراوي، الذي سيكون من أكثر الآفات المهاجرة تدميراً بمجرد أن يبدل طريق هجرته وتوزيعه الجغرافي.(عن "الشروق" المصرية)