من الفحم إلى السيارات إلى البن، تحطم مستويات الاستهلاك أرقاماً قياسية. وأفاد أحدث تقرير لمعهد "وورلد واتش" لأبحاث البيئة والموارد في واشنطن بعنوان "علامات حيوية: الاتجاهات التي تحدد مستقبلنا"، أن تسارع استنزاف الموارد والتلوث وتغير المناخ قد يتسبب بتكاليف اجتماعية وبيئية لم يسبق لها مثيل. ويحلل التقرير بيانات مجموعة عالمية واسعة من المصادر، ليبين اتجاهات إلى مستويات استهلاك تحطم أرقاماً قياسية في الغذاء والزراعة والسكان والطاقة والمناخ.
يقول مايكل رينر مدير مشروع "علامات حيوية": "المستهلكون غالباً لا يعرفون البصمة البيئية الكاملة للمنتجات التي يشترونها، مثل المياه التي استهلكت لإنتاج قميص أو شريحة لحم، أو المبيدات التي يتعرض لها مزارعو القطن، أو الدمار المحلي الذي تحدثه شركات الأخشاب التي تقطع أشجار الغابات لإنتاج الورق".
وتوضح الاتجاهات الأربعة والعشرون التي رصدها التقرير نتائج الاستهلاك في هذه المجالات وسواها على نطاق لم تشهده الأرض من قبل. وقد باتت الحاجة ملحة إلى حماية النظم الإيكولوجية بشكل أفضل مع بلوغ عدد سكان العالم أكثر من سبعة بلايين نسمة وهو في ازدياد. وبلغ الاستهلاك مستويات قياسية بالنسبة الى منتجات كثيرة، مثلاً:
- ازداد الإنتاج العالمي للحوم أكثر من أربعة أضعاف خلال نصف القرن الأخير، ليبلغ أكثر من 308 ملايين طن عام 2013، جالباً معه تكاليف بيئية وصحية كبرى نتيجة اعتماده الكبير على المياه وحبوب العلف والمضادات الحيوية والأراضي الرعوية.
- ازداد إنتاج البن إلى ضعفين منذ أوائل ستينات القرن العشرين. لكن نحو 25 مليون مزارع بن في أنحاء العالم يرزحون تحت رحمة تقلبات حادة في الأسعار.
- واصل الانتاج العالمي من البلاستيك ارتفاعه طوال 50 عاماً، وتم إنتاج 299 مليون طن منه عام 2013. لكن معدلات التدوير بقيت منخفضة، وتنتهي غالبية المنتجات البلاستيكية في المطامر والمحيطات، ملوثة النظم الايكولوجية وموقعة الأحياء البحرية في شراكها ومفسدة ظروف المجتمعات.
- يتجاوز أسطول السيارات في العالم حالياً البليون سيارة، تساهم كل منها في إطلاق غازات الدفيئة وتدهور جودة الهواء.
يعرض التقرير الاتجاهات والتحاليل العالمية الخاصة بكوكبنا وحضارتنا، مع رسوم بيانية لكل مؤشر. ويتوجه الى الحكومات والشركات والمدرسين والمواطنين في كل مكان لاجراء التغييرات المطلوبة لبناء عالم مستدام.
يقول رينر: "تكمن النزعة الاستهلاكية المنفلتة في صلب كثير من هذه التحديات. لذا تلعب خيارات الاستهلاك دوراً حاسماً".