قال علماء الاقتصاد الصينيون إن مزارع العملة الافتراضية (المايننغ) الواقعة في الصين ستستهلك أكثر من 296 تيراواط/ساعة من الكهرباء بغية إنتاج البيتكوين في غضون ثلاث سنوات قادمة.
وذلك يعني أنها ستدخل بحلول عام 2024 قائمة أكثر المرافق الإنتاجية الصينية استهلاكاً للطاقة الكهربائية. أما من حيث مستوى انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكربون، فيمكن مقارنتها ببلدان مثل بلجيكا والتشيك وقطر.
جاء ذلك في مقال نشره العلماء الصينيون في مجلة Nature Communications وقالوا إن "حساباتنا تظهر أن إنتاج البيتكوين (المايننغ) سيشغل بحلول عام 2024 المكانة العاشرة بين فروع الاقتصاد الصيني من حيث انبعاث الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، متقدمين على كثير من الدول المتطورة، مع العلم أن إنتاج البيتكوين لا يؤخذ أبداً بالحسبان في أية إحصاءات. لذلك من الصعب التقييم الموضوعي لتأثيره على "الموازنة الكربونية" الصينية.
وقال العلماء إن السياسيين سيتوجب عليهم البدء في حل تلك المشكلة.
يُذكر أن المايننغ هو إنشاء شركات أو مؤسسات أو مرافق إنتاج تتداول داخلها العملات الافتراضية كقاعدة عامة عن سلسلة من الحسابات يمكن أن يستخدم لإجرائها حاسوب إلكتروني عادي.
وكان هذا الأمر يحوز اهتمام هواة العملة الافتراضية فقط. أما منذ 5 أعوام فبدأت تظهر تقنيات إنتاج العملة الافتراضية أو بالأحرى مزارع المايننغ. وقد تستخدم في مزرعة واحدة من هذا النوع ملايين رقائق إلكترونية خاصة. وتستهلك تلك التقنيات أو المزارع كميات هائلة من الطاقة.
وقد جعلت زيادة عدد مزارع المايننغ وارتفاع تعقيد عملية إنتاج العملة الافتراضية علماء الاقتصاد يفكرون في كمية الطاقة التي تستهلكها صناعة إنتاج العملة الافتراضية وعواقب قد تسببها.
وعلى سبيل المثال فإن الباحثين الأوروبيين أعلنوا منذ 3 أعوام أن منتجي العملات الافتراضية يستهلكون 0.5 في المئة من إجمالي طاقات المحطات الكهربائية في العالم.
وقد توصل علماء الاقتصاد البريطانيون والصينيون برئاسة البروفيسور في الجامعة الأكاديمية الصينية، وان شاويانغ، إلى استنتاج مفاده بأن 80 في المئة من مزارع المايننغ تقع في الصين. وتستهلك حالياً نحو 50 تيراواط/ساعة من الطاقة الكهربائية، وستستهلك بحلول عام 2024 كل عام نحو 296 تيراواط/ساعة، ما يمكن مقارنته باستهلاك الكهرباء في كل من السعودية والمكسيك وبريطانيا وغيرها من دول العالم الكبيرة.
أما بزنس إنتاج العملات الافتراضية فستحتل المرتبة التاسعة أو العاشرة في الصين من حيث انبعاث ثاني أوكسيد الكربون وستتقدم على فروع الصناعة الصينية الكثيرة وحتى بعض المدن الصينية.
وستكون لصناعة العملات الافتراضية علاقة بنسبة 5 في المئة من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون التي تنتجها المحطات الكهربائية الصينية.
وانطلاقاً من ذلك فإن العلماء اقترحوا الحد من إنتاج العملة الافتراضية في مناطق صينية تنتج فيها المحطات الكهربائية الطاقة من الفحم وتلوث البيئة. (عن "تاس")