يعجّ البحر جنوبي الهند في ولاية كيرلا بشتّى أنواع قمامة البلاستيك من الأكياس، وصولاً للعب الأطفال، والتي كان الصيادون يستاؤون من رؤيتها في شباكهم، ليرموا بها للمياه لتلوثها. ولكن بعد مبادرة جديدة أصبح الصيادون يخزنون تلك القمامة البلاستيكية معهم بعد صيدها ليتم إعادة تدويرها وتحويلها لأسفلت موفر.
ويقول بيتر مادياس، رئيس اتحاد صيادي السمك في كيرالا، لصحيفة الغارديان البريطانية، إن الصيادين لن يبقوا سلبيين بعد الآن، ويتركوا موردهم من السمك حتى ينتهي تحت وطأة تلوث البلاستيك.
وقد بدأت مبادرة البحر النظيف في كيرالا بـ1000 صياد فقط وتوسعت خلال أشهر لتشمل 3000 صياد مع تخطيط لبلوغ مليون صياد في الولاية.
وتقول فيكي لوتساس، وهي مهندسة عاملة ضمن المبادرة، إن عملية إعادة تدوير البلاستيك المستخرج من البحر توفر فرص عمل للسيدات في مجتمع لايمنحهن الكثير من الفرص، كما إن استخدام البلاستيك في تعبيد الطرق يعطيها مقاومة أفضل في المناخ المتجه للحرارة تحت وطأة الاحتباس الحراري.
وتضيف لوتساس، أن مليون كيس بلاستيكي تكفي كيلومتر من الطريق، وتوفر طن من القار، وبالتالي 10 في المئة من تكلفة بناء الطريق.
وتمكنت المبادرة من جمع 80 طن من البحر وإعادة تدوير نصفها، لتستخدم في تعبيد 84 ميلًا من الطرقات.
ويقول مادياس إن الجائحة وجهت ضربة سيئة للمبادرة، إذ إرتفعت أسعار وقود المراكب، ولم يعد الكثيرون بالتالي يجوبون البحر بها ليجمعوا كميات كبيرة من البلاستيك.
ولكن حسب قوله، فالمبادرة لم تتوقف، فقد تغيّر تفكير الصيادين اذين أصبحوا يراقبون التزام السياح بعدم رمي القمامة في البحر، كما قللوا هم أنفسهم من استعمال البلاستيك وأصبحوا يعلقون ملصقات توعية بيئية على مراكبهم. (عن "الشروق" المصرية)