تعهدت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أمس الأربعاء للمرة الأولى بأن تتخذ خطوات لمواجهة التهديد الذي تشكله الجراثيم "الخارقة" المقاومة للعقاقير، في جهد منسق للحد من انتشار الأمراض التي تنقلها بكتيريا وفطريات وفيروسات تتحدى المضادات الحيوية (أتيبيوتيك).
قدمت الدول هذا التعهد أثناء الدورة السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في أعقاب سنوات من التحذيرات التي أطلقها مسؤولون في قطاع الصحة العالمي بشأن ظهور جراثيم مقاومة للعقاقير تهدد فعالية المضادات الحيوية، وهو ما يترك العالم عرضة لأمراض بسيطة كان يمكن في السابق الشفاء منها بسهولة.
ازدهرت الجراثيم المقاومة للعقاقير بسبب الاستخدام المفرط وسوء استخدام المضادات الحيوية وغيرها من العقاقير المضادة للميكروبات، المستخدمة في البشر والحيوانات والمحاصيل الزراعية، وأيضاً انتشار مخلفات من هذه الأدوية في التربة والمحاصيل والمياه. وبات علاج أمراض شائعة مثل الالتهاب الرئوي والسيلان والتهابات ما بعد الجراحة والايدز والسل والملاريا أصعب على نحو متزايد بسبب مقاومة المضادات الحيوية.
وفي بيان مشترك تعهدت الدول بتطوير خطط عمل وطنية تتعلق بمقاومة الجراثيم للأدوية، على أساس خطة عمل عالمية لمنظمة الصحة العالمية وضعت عام 2015. ودعت إلى وضع نظم أقوى لمراقبة الإصابات المقاومة للعقاقير، وحجم المضادات المستخدمة في البشر والحيوانات والمحاصيل، فضلاً عن زيادة التعاون والتمويل الدوليين.
تعهدت الدول أيضاً بتشديد القواعد المنظمة للأدوية المضادة للميكروبات وزيادة التواصل حول أفضل السبل لاستخدامها وإيجاد بدائل جديدة لمثل هذه الأدوية، بما في ذلك استخدام سبل أفضل لتشخيص الأمراض لتحديد العلاج المناسب واستخدام لقاحات لمنع العدوى.
وكانت دراسة بريطانية حذرت من أن ظهور البكتيريات الخارقة المقاومة للمضادات الحيوية قد يتسبب بوفاة عشرة ملايين شخص في العالم سنوياً بحلول سنة 2050، وهو عدد يوازي عدد ضحايا السرطان بأنواعه. وحالياً، يقدر عدد من تقضي عليهم البكتيريات المقاومة بسبعمئة ألف.