نفذ خبراء الهيئة اللبنانية للطاقة الذرية التابعة للمجلس الوطني للبحوث العلمية عملية إخراج مصدر «كوبالت ـ 60» مشع، مصنّف بكونه خطراً للغاية، من مستشفى "أوتيل ديو" إلى بلد المنشأ، بالتنسيق مع خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضمن برنامج تعزيز الأمن النووي في لبنان. وهو من المصادر المشعّة التي كانت تستخدم في مستشفيات لبنان لمعالجة الأورام السرطانية، بعد أن تم الاستغناء عنها واستبدالها بمسرعات نووية خطية حديثة، ما يوجب إخراجها من لبنان وإعادتها إلى بلد المنشأ لتفادي أي ضرر قد تلحقه بالصحة العامة والبيئة.
قام خبراء الهيئة بإعداد المصدر المشع للنقل وتوضيبه ضمن حاوية خاصة من الرصاص وفقاً للمعايير الدولية، وتم نقله إلى مطار بيروت بمواكبة الجيش اللبناني، بانتظار الطائرة الخاصة التي أعادته في اليوم التالي إلى بلد المنشأ.
وكانت الهيئة عملت مع الدوائر المختصة في الوكالة ومع الشركة المصنّعة ومع إدارة مستشفى «أوتيل ديو»، منذ بداية العام 2014، على إيجاد الإطار التقني والقانوني لنقل المصدر المشعّ إلى بلد المنشأ، خصوصاً أن عملية فكه ونقله وشحنه تتطلب تقنيات معقدة والحصول على الموافقات اللازمة. وتحملت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تكاليف النقل الآمن للمصدر والتي بلغت نحو 380 ألف دولار.
وهذه هي العملية الرابعة التي تقوم بها الهيئة لإخراج مواد مشعة خطرة من لبنان إلى بلد المنشأ. فقد قامت بنقل 36 مصدراً مشعاً من مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية إلى روسيا الاتحادية في العام 2009، وبنقل مصدر كوبالت مشع من المركز الطبي في الجامعة الأميركية إلى ألمانيا في العام 2011، وبنقل مصدر «كوبالت 60» مشع من مستشفى سيدة المعونات إلى فرنسا في العام 2015.
وأعلنت الهيئة أنها ستتابع لعمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإخراج ما تبقى من مواد مشعة خطرة غير مستخدمة من لبنان إلى بلاد المنشأ خلال 2016 و2017. وهي تعمل حالياً على تطبيق مدونة تعزيز الأمن النووي في لبنان التي أعدتها بالتعاون مع الوكالة الدولية والأجهزة الأمنية المعنية.