هبطت الطائرة «سولار إمبالس 2» العاملة بالطاقة الشمسية في أبوظبي متمّمة جولة حول العالم تعتبر سابقة، شكّلت تحدياً تكنولوجياً وبشرياً، في خطوة وصفت بأنها انطلاقة لمرحلة جديدة في عالم الطيران واستخدامات الطاقة النظيفة.
وحظيت «سولار إمبالس 2»، وهي أول طائرة تحلّق حول العالم بالاعتماد على الطاقة الشمسية حصراً، باستقبال حافل في مطار البطين الخاص بالعاصمة الإماراتية، وكان على رأس لجنة الاستقبال عدد من الشخصيات الدولية مثل أمير موناكو ألبير الثاني، ونائب رئيس الاتحاد السويسري دوريس ليوتار، ووزير الدولة رئيس مجلس إدارة شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» سلطان أحمد الجابر، الشريك الرسمي المستضيف لطائرة «سولار إمبالس 2».
وأقلعت الطائرة في المرحلة الأخيرة لرحلتها من القاهرة بقيادة الطيار السويسري بيرتران بيكار، رئيس مجلس إدارة «سولار إمبالس 2» ومؤسس المشروع. وقال متوجهاً إلى جموع احتشدت في المطار صباح أمس واستقبلته بالتصفيق الحار: «المستقبل نظيف». وانضم إليه على مدرج المطار مواطنه أندريه بورشبرغ الذي تناوب معه طوال هذه المغامرة على قيادة الطائرة التي تتّسع لشخص واحد.
وتمكنت الطائرة في رحلتها من تحقيق 19 رقماً قياسياً عالمياً على الأقل، منها أطول رحلة طيران في العالم بالاعتماد على الطاقة الشمسية من ناحيتَي الوقت (117 ساعة و52 دقيقة) والمسافة (8924 كيلومتراً). كما أكملت الطائرة أكثر من 500 ساعة طيران محلقة على ارتفاع وصل إلى 9 آلاف متر وبسرعة وسطية تراوحت بين 45 و90 كيلومتراً في الساعة.
وقال بيكار: "إنه لأمر مشوّق بالفعل أن نطير في طائرة لا تصدر ضجيجاً أو تلوثاً. قد يبدو لنا ذلك ضرباً من الخيال العلمي، لكنه في الواقع حقيقة اليوم".
والطائرة مزوّدة 17 ألف خلية ضوئية تغطي جناحيها وأربعة محركات تغذيها بطاريات تخزن الطاقة، وتهدف إلى الترويج للطاقة المتجددة وإثبات القدرة على استخدامها مستقبلاً في مجال الطيران.
يذكر أن «سولار إمبالس 2» تنقّلت بعد انطلاقها من أبوظبي العام الماضي بين أربع قارات، وعبرت المحيطين الهادئ والأطلسي. وتوقفت على التوالي في مسقط (سلطنة عمان) وأحمد آباد وفاراناسي (الهند) وماندالاي (بورما) وشونكغينغ ونانكين (الصين)، ثم ناغويا في اليابان وهاواي في الولايات المتحدة، حيث اضطرت للتوقف أشهراً بسبب عطل. ووصلت بعدها الى أميركا الشمالية وتوقفت في سان فرانسيسكو وفينيكس وتالسا ودايتون وليهاي فاليي ونيويورك. وعبرت بعدها المحيط الأطلسي من دون توقف لتحط في 23 حزيران (يونيو) الماضي في إشبيلية جنوب إسبانيا، حيث انطلقت إلى القاهرة التي وصلت إليها في 13 من الشهر الجاري، قبل أن تعود إلى أبوظبي.