مع توسّع دائرة انتشار الجراد من الغرب إلى الجنوب وأجزاء من مدن المنطقة الوسطى في السعودية، حذرت وزارة الصحة من تناول الجراد كغذاء، أو حتى لمسه، ما قد يسبب أمراضاً عديدة في مقدمتها السرطان، واحتمال كونه مصدراً لنقل أمراض فيروسية غير معروفة.
وشدّد الدكتور محمد الزهراني، المشرف على إدارات نواقل الأمراض في وزارة الصحة، على أن الجراد كحشرة لم يُعرف كناقل للأمراض الطفيلية، ولكن متى تمت مكافحته بمواد كيميائية في أطواره المختلفة، كيرقة أو بيض أو حشرة كاملة، فإن الأمر يختلف تماماً.
والمعروف لدى السعوديين أن تناول هذا النوع من الحشرات يفيد الجسم ويقيه من أمراض عديدة، كون الجراد يتغذى على الأعشاب البرية. ولكن هذا الاعتقاد أصبح خاطئاً، بعد أن بذلت وزارة الزراعة جهوداً كبيرة في القضاء على الجراد كحشرة مبيدة للمحاصيل الزراعية، باستخدام مواد كيميائية لمكافحتها والتقليل من أعدادها. ونظراً لأن مكافحة الجراد تكون بمواد ميكانيكية ومبيدات فوسفورية سامة، تحذر الوزارة من أن لمسه أو أكله قد يصيب الشخص بأمراض عديدة، أولها السرطان، نتيجة تراكم هذه السموم على مدى سنوات.
وأوضح الزهراني أن وزارة الصحة تخشى من أن التعرض لهذه الكميات الهائلة من الحشرات المهاجرة وأكلها قد يتسبب في نقل أمراض فيروسية جديدة وغير معروفة في ما يسمى "النقل الميكانيكي الحركي"، وذلك لاحتمال التصاق الفيروسات المسببة للأمراض بأرجل هذه الحشرات وانتقالها من بيئة الى أخرى.
وهذا هاجس يأخذه في الحسبان المتخصصون بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، مثل الحمى القلاعية، "وكإجراء احترازي ووقائي بحت، يوصى بعدم التعرض لهذه الحشرات المهاجرة ومنها الجراد".