كشف ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن تأسيس "أكبر صندوق للثروة السيادية في العالم"، في مقابلة مع وكالة أنباء "بلومبرغ" أعلن فيها تأسيس السعودية صندوق استثمارات عامة بمبلغ تريليوني دولار لحقبة ما بعد النفط. ورأى أنه ينبغي تنويع الاستثمارات، مشيراً إلى أنه في غضون العشرين عاماً المقبلة سيتحول اقتصاد المملكة عن الاعتماد على النفط بشكل رئيسي.
وذكرت «بلومبرغ» على موقعها الإلكتروني أن "الأمير محمد بن سلمان رسم خلال اللقاء الذي استمر لمدة خمس ساعات ملامح رؤيته لصندوق الاستثمارات العامة الذي سيدير في نهاية المطاف تريليوني دولار ويساعد على إنهاء اعتماد المملكة على النفط".
وقال الأمير محمد إن السعودية مستعدة لمواجهة أزمة النفط من خلال الإصلاح الاقتصادي، مضيفاً: "سوف نعلن أيضاً عن استراتيجية أرامكو الجديدة وتحولها من شركة للنفط والغاز إلى شركة صناعة وطاقة»، موضحاً أن أرامكو ستواصل النمو من خلال الاستثمار في صناعة التكرير في دول مثل الصين والهند وجنوب أفريقيا وإندونيسيا.
وقد تم وضع الخطة النهائية لصندوق الاستثمارات العام، حيث يجري إعداد مخطط للتغيير الهيكلي في أعقاب سلسلة من التدابير التي تمت في العام الماضي للحد من الإنفاق وكبح العجز في الميزانية من أن يتجاوز 15 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي. وفي نهاية كانون الأول (ديسمبر) 2015 رفعت السلطات أسعار الوقود والكهرباء وتعهدت بإنهاء الإسراف في الميزانية بعد انخفاض أسعار النفط. وستتبع ذلك خطوات أخرى في أعقاب هذه «الحلول السريعة» كجزء من خطة التحول الوطنية، بما في ذلك خطوات لزيادة الإيرادات غير النفطية بشكل مطرد.
وقال الأمير محمد بن سلمان: "نحن نعمل على زيادة كفاءة الإنفاق»، مشيراً إلى أن الحكومة اعتادت إنفاق ما يصل إلى 40 في المئة أكثر مما هو مخصص لميزانيتها، وهذه النسبة تقلصت إلى 12 في المئة عام 2015 "ولذا أعتقد أنه ليس لدينا مشكلة عندما يتعلق الأمر بانخفاض أسعار النفط".
وفي ما يتعلق ببداية عمل صندوق الاستثمارات العام قال: «إن صندوق الثروة بات يمتلك بالفعل حصصاً في شركات، من بينها الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) ثاني أكبر شركة مصنّعة للكيماويات في العالم، ويمتلك أيضاً أسهماً في البنك الأهلي التجاري أكبر بنك تسليف في المملكة". وأضاف أن الصندوق يبحث في فرصتين خارج السعودية في القطاع المالي، من غير أن يسميهما.
وقد بدأ صندوق الاستثمارات السعودي العام زيادة نشاطه في الخارج. ففي تموز (يوليو) 2015 حاز على 38 في المئة من أسهم شركة "بوسكو" للهندسة والإنشاءات في كوريا الجنوبية بمبلغ 1.1 بليون دولار، ووافق على شراكة بمبلغ 10 بلايين دولار من الاستثمارات في روسيا مع صندوق الاستثمار الروسي المباشر. وهو يستعين بمتخصصين في التسويق والملكيات الخاصة وإدارة المخاطر.
وقال الأمير محمد بن سلمان في خاتمة المقابلة: "مما لا شك فيه أن هذا سيكون أضخم صندوق استثمارات على ظهر الأرض، وهذا سيتم بمجرد الشروع في بيع حصة من أسهم أرامكو".