تجذب مدينة فوكوشيما الساحلية اليابانية عدداً كبيراً من الزوار، الراغبين في معاينة موقع الكارثة النووية التي حلت بالمنطقة قبل خمس سنوات وتفقد الأضرار الهائلة التي خلفها الزلزال والتسونامي في محيط المحطة النووية المنكوبة.
ويقول شينيتشي نييتسوما، وهو مرشد سياحي في هذه المنطقة الواقعة على الساحل الشمالي الشرقي لليابان: «باستثناء تشرنوبيل، لا مكان آخر في العالم سوى فوكوشيما يمكن فيه معاينة الرعب الذي خلفه حادث نووي». ويضيف خلال اجتيازه الشارع الرئيسي في مدينة نامي الساحلية المهجورة التي يسمح لسكانها السابقين بالدخول اليها لساعات قليلة: «أريد أن يرى الزوار هذه المدينة المهجورة الشاهدة على حالة اليأس".
نييتسوما البالغ 70 سنة هو واحد من عشرة متطوعين ينظمون هذه الجولات التي يشارك فيها نحو ألفي زائر سنوياً وتجوب المنطقة المنكوبة. غير أن هذه الجولات تستثني المواقع التي تسجل فيها معدلات مرتفعة من الإشعاعات النووية.
وعلى الطريق، يتوقف «السياح» عند مربٍ للمواشي رفض الانصياع لأوامر الحكومة بالتخلص من قطيعه الذي يضم 300 رأس ترعى على العشب الملوث. وهو يقول إن ماشيته «شاهد حي» على الكارثة النووية، لكنه يبقيها حية للاحتجاج على سياسات الحكومة ومعها شركة كهرباء طوكيو (تيبكو) المسؤولة عن المحطة النووية المنكوبة. ويضيف: «أريد أن أقول للناس في كل مكان حول العالم إن ما حصل معي قد يصيبهم غداً». (أ ف ب)