على مهبط للطائرات خارج مدينة أبوظبي، يستعد الطيار النيوزيلندي مايك أنستيز للقيام بأمر قد يعتبره البعض من المستحيلات في الصحراء. إنه يأمل في استمطار الغيوم.
تبدأ العملية بإطلاق مركّبات الملح في الهواء. يقول أنستيز: "على جناحي الطائرة توجد شعلات (flares)، عندما نطلقها تحترق وينبعث منها الدخان". هذا الدخان يجذب بخار الماء الموجود في الهواء، ما يخلق قطرات أكبر. لكن تلك الشعلات لا تكون فعالة إلا إذا انطلقت من داخل السحب الكثيفة. لذلك، عندما تكون "طيار استمطار"، فإنك لا تتجنب العواصف، بل تتوجه إلى داخلها.
الطائرة تتأرجح في مهب الريح يميناً ويساراً، صعوداً وهبوطاً. يقول أنستيز: "هناك مخاطرة محسوبة مرتبطة بهذا الأمر، فيجب أن نعرف متى يحين الوقت للخروج". وعلى الأرض، يقوم الخبراء في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل بتعقب الطائرة. لقد بدأوا عمليات تلقيح السحب لاستمطارها منذ 15 عاماً، من أجل مواكبة تزايد عدد السكان في الإمارات، أحد أكبر مستهلكي المياه في العالم على الصعيد الفردي.
في العام 2015 تم تنفيذ 186 طلعة جوية لاستمطار السحب، كلفت كل واحدة منها نحو 5000 دولار. لكن خبراء المركز يؤكدون أن تكاليف تلك الرحلات أرخص وأكثر صداقة للبيئة من محطات تحلية مياه البحر، مصدر المياه العذبة الرئيسي في الإمارات. ويقول المدير التنفيذي للمركز عبدالله المندوس: "المادة التي نستخدمها بيئية، فهي الملح، بكمية صغيرة جداً لا تؤثر على البيئة".
العملية تنجح الآن، إذ يتساقط مطر غزير على الطائرة حيث أطلق أنستيز مشاعله وسط الغيوم. قال الطيار: "إنه مطر طبيعي، وما نفعله هو أن نحاول زيادة كميته".
لا يزال العلماء يدرسون كمية المياه التي يمكن إنتاجها بتلقيح الغيوم، وأثرها على الطبيعة في المدى الطويل. ولكن في منطقة حيث تقل الأمطار السنوية، يرى "صانعو المطر" أن هذه قد تكون الطريقة الأفضل للمحافظة على الحياة في الصحراء. (عن سي إن إن)