استوكهولم ـ من كاظم المقدادي
كشفت صحيفة "غارديان" البريطانية، في تحقيق نشرته يوم 26 أيار (مايو) 2013 أعده الصحافي والسينمائي الوثائقي الأوسترالي جون بيلجر المقيم في لندن، عن ارتفاع معدل الإصابة بمرض السرطان في البصرة في جنوب العراق ليشمل نحو نصف السكان. ونقل التحقيق عن الطبيب المختص بالأورام السرطانية في مستشفى الصدر التعليمي في البصرة الدكتور جواد العلي أن "عدد المصابين بالأورام السرطانية كان يتراوح بين 30 و35 شخصاً شهرياً قبل حرب الخليج، ولكن الأبحاث التي أجريناها تؤكد أن النسبة تتراوح الآن بين 40 و48 في المئة من إجمالي عدد سكان المحافظة، على رغم عدم وجود أي تاريخ جيني للمرض، فهو جديد بالنسبة لنا".
وأكدت الدكتورة جنان غالب حسن، الباحثة في طب الأطفال في البصرة، وهي تحتفظ بألبوم صور ضخم للمرضى، إصابة عدد كبير من الأطفال بالسرطان، وعدد غير قليل منهم مصاب بورم الخلايا البدائية العصبية (نيوروبلاستوما). وقالت: "قبل حرب الخليج كانت لدينا حالة واحدة فقط من هذا النوع الفريد من الإصابات على مدار عامين، ولكنها ارتفعت الآن على رغم عدم وجود أي تاريخ جيني في العائلات، وهو أمر يتشابه مع الزيادة المفاجئة في الإصابات بالسرطان والتشوهات الخلقية بعد كارثة هيروشيما".
وأشار بيلجر إلى الشكوك التي تحوم حول قذائف اليورانيوم المستنفد التي استخدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا إبان حرب الخليج، والتي يمكن أن تكون السبب وراء هذه الإصابات. وذكر أن عالم فيزياء في الجيش الأمريكي، كان مكلفـاً بتنظيف ساحة حرب الخليج على الحدود مع الكويت، قال إن "كل قذيفة كانت تلقيها طائرة مقاتلة من طراز "أ 10 وارتوغ" كانت تحوي أكثر من 4500 غرام من اليورانيوم الصلب، وقد تم استخدام أكثر من 300 طن منه. كانت تلك أشبه بحرب نووية".