حذر أحد كبار علماء الغلاف الجوي في العالم الأمم المتحدة من أن محاولتها الحالية للحد من الانبعاثات هي خطوة ناقصة وغير مقنعة وتجازف بتسليم الجيل المقبل نظاماً مناخياً خارج السيطرة.
جايمس هانسن هو الرئيس السابق لمركز غودارد للأبحاث والمهمات الفضائية التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، الذي رفع الوعي بتغير المناخ خلال جلسة استماع رئيسية في مجلس الشيوخ الأميركي عام 1988. وهو قال في إحدى جلسات قمة المناخ المنعقدة حالياً في باريس إن الأمم المتحدة هي على المسار الخطأ بسعيها إلى حصر ارتفاع معدل الحرارة العالمية بدرجتين مئويتين كحد أقصى.
وإذ أكد أن ارتفاعاً بمقدار درجتين مئويتين هو خطر بالتأكيد، إلا أنه أضاف: "نحن الآن عند النقطة حيث يقارب الارتفاع درجة مئوية، وفي طريقنا إلى أكثر من درجة مئوية، حتى لو خفضنا الانبعاثات 6 في المئة سنوياً".
قال هانسن إن الكوكب خرج عن توازن الطاقة، مضيفاً أن "هناك مزيداً من الاحترار في خط الأنابيب الذاهب بنا إلى خطر حقيقي. نحن على حافة تسليم أطفالنا نظاماً مناخياً خارجاً عن السيطرة، ويمكن أن يعني ذلك فقدان نصف مدننا الساحلية".
واعتبر أن الانبعاثات التاريخية هي المسؤولة عن تسخين الكوكب إلى الدرجة الحالية، "لذلك فإن الولايات المتحدة مسؤولة عن 25 في المئة من الانبعاثات، والاتحاد الأوروبي عن نحو 25 في المئة، والصين عن 10 في المئة فقط. ومن حيث نصيب الفرد من الانبعاثات، فإن بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا هي الأكثر مسؤولية بأشواط حتى الآن".
ورأى أن الحل هو في قيام بلدين كبيرين أو ثلاثة بفرض سعر تصاعدي على الكربون، "فالمشكلة هي أن الوقود الأحفوري رخيص، وما دام كذلك فسوف يُحرق. ولا يتم إدخال تأثيرات الاحترار وتلوث الهواء في حساب صحة الانسان.
وأشار هانسن إلى دراسات تظهر أنه إذا أضيفت 10 دولارات إلى سعر الطن من الوقود الأحفوري فسوف ينخفض استهلاكه بنسبة 20 في المئة خلال 10 سنين، و50 في المئة خلال عشرين سنة، مضيفاً: "هذا هو النهج الدولي العملي الوحيد. لا يمكنك الطلب من 190 بلداً أن تحد بشكل إفرادي من انبعاثاتها. يجب أن يكون سعر الوقود الأحفوري صريحاً. وهذا يحتاج إلى بضعة لاعبين كبار، وسوف يبعدنا سريعاً عن الوقود الأحفوري".
وخلص هانسن إلى أن "المسألة ليست بالغة التعقيد، وهي ليست أن المشكلة غير قابلة للحل، وإنما لا يتم حلها. نحتاج إلى فرض رسم صريح وبسيط وتصاعدي على الكربون".