افتتحت قمة تغير المناخ في باريس أمس بحضور 151 رئيس دولة وحكومة، وسط دعوات عالمية متزايدة للتوصل الى اتفاق من أجل إنقاذ الأرض وسكانها وحض الدول على تحمل مسؤولياتها إزاء خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.
وقال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وسط نظرائه المشاركين في القمة: "لا يمكنني الفصل بين محاربة الإرهاب ومكافحة تغير المناخ، إنهما تحديان عالميان علينا مواجهتهما». وأضاف أن «مسؤوليتنا إزاء أولادنا أن نحافظ على كوكب محمي من الكوارث الطبيعية"، مشيراً الى أن المؤتمر الحالي للمناخ هو «أمل كبير لا يحق لنا أن نخيبه وعلينا أن نقرر هنا في باريس مستقبل الكرة الأرضية».
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قادة الدول «إلى إعطاء تعليمات إلى وزرائهم ومفاوضيهم بأن يعملوا من أجل التوصل إلى تسوية» تفادياً لفشل المؤتمر على غرار ما حصل سابقاً.
وأعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، الذي تتصدر بلاده مع الصين قائمة الدول الأكثر تلويثاً، أن الدول «تتحمل مسؤولية التحرك»، وذلك بعد لقاء مع نظيره الصيني شي جين بينغ. وتعهد الرئيسان اللذان يعتبر بلداهما الأكثر مسؤولية عن الانبعاثات الملوثة بالعمل معاً للدفع قدماً باتفاقية حول المناخ وضمان «اقتصاد عالمي تصدر عنه انبعاثات منخفضة من غاز الكربون». وقال أوباما: «كوننا أكبر اقتصادين في العالم والأكثر إصداراً لغازات الكربون، قررنا أنه تقع على عاتقنا مسؤولية التصرف».
وأكد شي إن الدولتين ستعملان جنباً إلى جنب لضمان أن يحقق مؤتمر باريس أهدافه. وأشار إلى أن التعاون بين الولايات المتحدة والصين أمر حاسم في مرحلة يواجهان فيها تحديات عالمية متعددة. وأضاف أن «الاقتصاد العالمي يتعافى ببطء، فيما يتزايد الارهاب، كما يشكل تغير المناخ تحدياً هائلاً. هناك المزيد من انعدام الاستقرار والشكوك حيال الوضع الدولي». لكنه شدد على أهمية أن تأخذ مفاوضات المناخ في باريس في الاعتبار الفروق الاقتصادية بين الدول وأن يسمح لكل منها بتطوير حلولها الخاصة لمشكلة الاحتباس الحراري.
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركل إن مفاوضات باريس يجب أن تؤدي الى اتفاق في إطار عمل ملزم داخل الأمم المتحدة ومراجعات ملزمة لضمان تحقيق تقدم في الحد من الاحتباس الحراري.
وفي كلمته أمام المؤتمر، أكد وزير النفط السعودي علي النعيمي ان بلاده «تدرك أن تغير المناخ يمثل تحدياً وأن في كل تحد هناك فرصة»، وأضاف: «نحن نعتقد أن بالإمكان مواجهة هذا التحدي من خلال الابتكار والإبداع البشري والأبحاث والتطورات التقنية».