أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي بدأ أمس زيارة لولاية ألاسكا أن الولايات المتحدة «ستضطلع بدور محوري للرد على التهديد الذي يمثله التغير المناخي قبل فوات الأوان». وأمل في تسليط الضوء على الحاجة الملحة إلى التحرك من أجل المناخ، الذي لا يلقى ترحيباً من الجميع في الولاية التي يحتل فيها استخراج النفط مكانة رئيسية.
وتظهر آثار التغير المناخي بشكل صارخ في هذه الولاية التي يعيش فيها أقل من 800 ألف شخص، بدءاً من ارتفاع مياه البحر وتراجع الكتل الجليدية وذوبان الطبقة الجليدية القطبية. ويرغب الرئيس الأميركي، الذي سيلقي كلمة في أنكوريج عاصمة الولاية في اختتام مؤتمر دولي حول القطب الشمالي، حشد الدعم قبل ثلاثة أشهر من مؤتمر المناخ في باريس الرامي إلى إبرام اتفاق للحد من ارتفاع حرارة الأرض عند درجتين مئويتين.
واعتبر أوباما قبل مغادرة واشنطن أن «ما يحدث في ألاسكا يعنينا جميعاً، إنه جرس إنذار». وسيسعى في هذه الزيارة إلى نقل صور معبرة عما يجري لتوجيه رسالة قوية خلال تفقده الجبال الجليدية، ولقائه مع الصيادين الأكثر تأثراً بالتقلبات الحاصلة. وعلى رغم معارضة خصومه الجمهوريين في الكونغرس، فرض أوباما قواعد شديدة الحزم لخفض انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون من محطات توليد الكهرباء. ويُذكر أن الولايات المتحدة، التي تُعدّ ثاني ملوث في العالم بالغازات السامة بعد الصين، التزمت تقليص انبعاثاتها من غاز ثاني أوكسيد الكربون بنسبة 26 إلى 28 في المئة بحلول سنة 2025 مقارنة بالمستوى الذي كانت عليه عام 2005.
وهذه الزيارة النادرة إلى ألاسكا التي تستمر ثلاثة أيام تثير نقاشاً حساساً واسعاً بشأن المرحلة الانتقالية لمصادر الطاقة الهادفة الى خفض الاعتماد على الوقود الاحفوري مثل الفحم والنفط والغاز وزيادة استخدام الطاقة المتجددة.
ويخشى عدد من سكان الولاية أن يتغاضى الرئيس، الذي يركز اهتمامه على قمة المناخ في باريس، عن الصعوبات الاقتصادية التي يواجهونها. إذ تأتي الزيارة في سياق صعب، بعدما أدى انخفاض أسعار النفط إلى تراجع عائدات الولاية.