يطمح علماء في هولندا الى تطوير نظام يولد الكهرباء بواسطة النباتات التي تنمو في بيئة متخمة بالمياه، سواء على نطاق واسع كما في غابات المانغروف البحرية والمستنقعات وحقول الرز، أو في حديقة أو حتى في إناء.
وشرحت مارجولين هيلدر، مديرة شركة "بلانت – إي"التي تطور النظام بالتعاون مع باحثين في جامعة فاخينيغن الهولندية، أن "المبدأ هو أن النبتة تنتج طاقة أكبر من التي تحتاج إليها. وميزة هذا النظام بالمقارنة مع الطاقة الهوائية أو الشمسية أنه يعمل في الليل وفي غياب الرياح".
أما جاكلين كرامر، الأستاذة المحاضرة في المشاريع الابتكارية المستدامة في جامعة أوتريخت والوزيرة السابقة لشؤون البيئة في هولندا، فقالت إن المشروع لا يزال في بداياته وهناك مسائل عدة يجب تحسينها، لكن الآمال المعلقة عليه كبيرة جداً. وأضافت: "في حال أثبت هذا النظام جدارته، يمكننا استخدامه لتوفير الكهرباء في مناطق معزولة أو حتى اعتماده في المدن والأرياف لإنتاج طاقة خضراء".
وهذه التقنية مرتبطة بالتمثيل الضوئي، وهي عملية ينتج النبات من خلالها المواد العضوية. ويأخذ النبات حاجته من هذه المواد ويطرح الفائض منها في الأرض عبر جذوره التي تنتشر حولها كائنات دقيقة تتغذى منها وتطلق إلكترونات. ومن خلال وضع أقطاب كهربائية من الكربون في محيط الجذور، يتم حصاد هذه الإلكترونات وتوليد تيار كهربائي. وإنتاج الكهرباء من النبات ليس مفهوماً جديداً، لكن في هذه الحالة لا تتعرض النبتة لأضرار.
وكثيرة هي التطبيقات المحتملة لهذه الآلية، لكن يبدو أن جنوب شرق آسيا الذي يزخر بحقول الرز والمانغروف وغيرها من المناطق الرطبة ويعاني من صعوبة الوصول إلى الكهرباء هو من أنسب المواقع. وتأمل الشركة أن يصبح بوسعها إنتاج 2800 كيلوواط ساعة سنوياً من مساحة 100 متر مربع في غضون بضع سنوات، أي 80 في المئة من حاجات أسرة هولندية متوسطة (2.2 شخص) إلى الكهرباء.
وقد تم تركيب نظامين تجريبيين كلفا 120 ألف يورو في جسر وفي مركز اقتصادي بدعم من السلطات المحلية. وكانت النتائج الأولى مشجعة.