انطلقت أمس في جزيرة فانواتو المهددة بالغرق في المحيط الهادئ حملة "حج الشعوب" للمطالبة بالعمل الدولي الفعلي على مكافحة تغير المناخ. تنظم الحملة منظمة "أصواتنا" (OurVoices) بمشاركة مجموعات دينية مختلفة لحشد النيات الحسنة والصلوات والأفعال الصالحة.
من خلال هذه الحملة الدولية، سوف يسير الناس في كل قارة معبرين عن قلقهم العميق بشأن قضايا تغير المناخ، قاطعين مسافات طويلة أو قصيرة، من بضع خطوات إلى عدة كيلومترات إلى عبور القارات.
هذه الحملة الدينية المشتركة غير المسبوقة تدعو قادة العالم الى إقرار اتفاقية قوية بشأن تغير المناخ. وسوف يتلاقى "حجاج" من أنحاء العالم بعد خمسة أشهر في باريس تزامناً مع افتتاح مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP21). وسيطالبون بأن تتضمن الاتفاقية مجموعة متكاملة من الإجراءات المتعلقة بتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة، والتكيف مع التأثيرات المناخية، والتكنولوجيا والتمويل، وأهداف طويلة الأمد. وهم يصرّون على أن تضمن الاتفاقية عدم تجاوز الارتفاع في معدل الحرارة العالمية درجتين مئويتين عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية لتفادي العواقب الكارثية.
يقود الحملة يب سانو، كبير مفاوضي تغير المناخ السابق في الفيليبين، الذي دمر الإعصار "هايان" مدينته تاكلوبان. وسوف يتوجه لاحقاً الى مدينة سيدني الأوسترالية حيث سيكون مع "حجاج المناخ" في 12 حزيران (يونيو). وبعدها الى روما للمشاركة في "مسيرة الأديان" في 28 حزيران (يونيو) للاحتفال بإصدار بيان البابا حول البيئة البشرية والمشاركة في تجمع مناخي للقادة الشباب في خمس قارات. وسيزور بعد ذلك آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية. ومن ثم يقوم بمسيرة لمسافة 1100 كيلومتر من روما إلى باريس، بحيث يصل إلى العاصمة الفرنسية في 30 تشرين الثاني (نوفمبر) حيث يتجمع "حجاج" آخرون من أنحاء العالم تزامناً مع مؤتمر تغير المناخ.
تدعو الحملة إلى التوجه نحو أماكن تشهد تأثيرات مرئية لتغير المناخ، ومنشآت تساهم بشكل رئيسي في الانبعاثات مثل مناجم الفحم ومحطات الطاقة التي تعمل بالوقود الأحفوري، وأماكن تعتمد فيها حلول لمكافحة تغير المناخ مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وتكنولوجيات نظيفة أخرى تجعل المستقبل الأفضل ممكناً.