ما زالت النباتات المفترسة تثير فضول العلماء الذين يحاولون كشف أسرارها. ويحاول الباحثون معرفة الجينات المسؤولة عن قدرتها على افتراس الحشرات والحيوانات الصغيرة وتحليلها للحصول على مواد غذائية من أجسامها.
وقد نجحت مؤخراً مجموعة بحثية من جامعة فورتسبورغ الألمانية في تحديد الجينات التي يعتقدون أنها مسؤولة عن الميزة العجيبة لنبتة "فينوس"، التي تسمى أيضاً "صائدة الذباب". وهم يرجحون أن التربة الفقيرة في المناطق التي تعيش فيها هذه النبتة جعلتها تشهد تحوراً وراثياً باتت معه قادرة على افتراس الحشرات كمصدر للعناصر الغذائية الضرورية للبقاء على قيد الحياة.
تعتمد نبتة فينوس على أوراقها التي تتحول إلى مصيدة لجذب الحشرات وافتراسها. فحين تلامس الحشرات الشعيرات الدقيقة الموجودة في الأوراق، تنغلق الأوراق بسرعة شديدة وتتحول إلى ما يشبه معدة تقوم بتحليل ما تم صيده. وهنا تقوم غدد في النبتة بإفراز أنزيمات تعمل على تحليل فريستها، فهذه النباتات لا تملك جهازاً هضمياً حقيقياً. وتساعد عملية التحليل على تحويل الحشرات إلى عناصر غذائية يمكن امتصاصها، مثل الكالسيوم والمغنيزيوم والبوتاسيوم.
وأشارت الدراسة إلى أن البوتاسيوم بالتحديد من أهم العناصر للنباتات المفترسة. وما زال الباحثون منشغلون بمعرفة طريقة ومدى تمكن النبتة من امتصاص البوتاسيوم من الفريسة.
جدير بالذكر أن المجموعة البحثية التي أجرت الدراسة تضم متخصصين في الفيزياء الحيوية من ألمانيا وأوستراليا والسعودية.