كشف البيت الأبيض عن خطة عمل وطنية لإنقاذ النحل وغيره من الملقحات المعرضة للخطر، التي تؤدي دوراً رئيسياً على صعيد الأمن الغذائي والبيئة.
وأوضح جون هولدرن، أحد المستشارين العلميين للرئيس الأميركي باراك أوباما، أن «الحشرات الملقحة ضرورية للاقتصاد الوطني والأمن الغذائي والبيئة». وأشار إلى أن التلقيح، بواسطة النحل فقط، يمثل أكثر من 15 بليون دولار من المحاصيل الزراعية سنوياً في الولايات المتحدة، والمزروعات المعنية هي الفواكه والخضار والجوزيات.
وأفاد تقدير صادر عن وزارة الزراعة الأميركية الأسبوع الماضي، بأن مربي النحل في الولايات المتحدة خسروا 42 في المئة من مستوطنات النحل خلال الأشهر الـ 12 الماضية، بينها قسم كبير خلال فصل الشتاء. وحلّ الموسم الحالي في المرتبة الثانية لأكثر الأعوام سوءاً لجهة نفوق النحل المنزلي في الولايات المتحدة بعد موسم 2012 - 2013، الذي سجل خسارة نسبتها 45 في المئة من المستوطنات.
وترتبط هذه الظاهرة الغامضة التي تشهدها أميركا الشمالية منذ العام 2006، وهي تُسجل أيضاً في مناطق أخرى خصوصاً في أوروبا، بالنفوق المفاجئ للملايين من النحل البالغ في القفران. وعزا علماءُ هذه الظاهرةَ المقلقة إلى «تضافر عوامل بينها العث والطفيليات والأمراض والمبيدات الحشرية وأشكال أخرى من التلوث، فضلاً عن تضاؤل كميات المغذيات المتوافرة للنحل».
وترمي خطة العمل الأميركية أيضاً إلى إعادة تشكيل أعداد الفراشات الملكية التي تشهد تراجعاً كبيراً، وهي أيضاً من الحشرات الملقحة الرئيسية، إذ شهد عدد الفراشات المهاجرة التي تنتقل لتمضية الشتاء في الجنوب، خصوصاً في المكسيك، انخفاضاً نسبته أكثر من 90 في المئة خلال العقدين الماضيين.
وتقضي خطة البيت الأبيض بالحد من معدلات النفوق في مستوطنات النحل خلال الشتاء إلى نسبة لا تتعدى 15 في المئة حداً أقصى في السنوات العشر المقبلة، وإعادة 2.8 مليون هكتار من المواطن الطبيعية للنحل في السنوات الخمس المقبلة، عن طريق مشاريع فيديرالية وشراكات بين القطاعين العام والخاص. وتلحظ أيضاً توجهاً لزيادة أعداد الفراشات الملكية حتى 225 مليوناً بحلول السنوات الخمس المقبلة على مساحة غابات تقارب ستة هكتارات في المكسيك، بالتعاون مع الحكومة المكسيكية.
وتسلّط الخطة الضوء على أهمية البحوث العلمية، التي تعتمد على استراتيجية «تعبئة جميع الموارد» إذ تشدد على الدور الذي يمكن أن يؤديه الجميع، من الموظف الفيديرالي إلى المواطن العادي، بهدف التحرك لإنقاذ النحل، وفقاً للبيت الأبيض.