اختفى أكثر من نصف أشجار المنغروف في العالم خلال القرن الماضي. لكن جميع الأشجار الباقية في سري لانكا ستتم حمايتها بهمّة النساء في أكبر مشروع من نوعه تم إعلانه أمس الثلاثاء.
وللمنغروف أهمية حياتية واقتصادية كبرى. فهو يحمي الخطوط الساحلية من الانجراف ومن هجمات البحر، بما في ذلك التسونامي، ويوفر موئلاً حيوياً للحيوانات البحرية وخصوصاً السلاطعين والروبيان والأسماك الصغيرة، وله مساهمة كبيرة في الحد من تغير المناخ إذ إنه يختزن الكربون بكمية أكبر بخمسة أضعاف من الغابات الأخرى.
وقد تمت تعرية غابات المنغروف في سري لانكا على نطاق واسع لاستعمال أشجاره حطباً ولإنشاء مزارع للروبيان. لكن الأمراض فتكت بكثير من هذه المزارع ما أدى إلى التخلي عنها. وبقي الصيادون التقليديون فقراء، إذ إن اختفاء غابات المنغروف قلص غلة الشباك من 20 كيلوغراماً يومياً من السمك إلى 4 كيلوغرامات.
وفي مبادرة لمنع المزيد من القطع وإعادة التشجير، سوف تقدم قروض صغيرة وتدريبات لنحو 15,000 امرأة، بما في ذلك آلاف الأرامل من جراء الحرب الأهلية، كي يتوقفن عن قطع الأشجار للحصول على حطب الوقود، ويحمين الغابات القريبة من منازلهن. وسوف تحصل كل امرأة على نحو 100 دولار لانشاء مخبز أو مسمكة أو محل خياطة أو لتربية النحل.
تهدف المبادرة التي تبلغ قيمتها 3.4 مليون دولار إلى إنقاذ 9000 هكتار من غابات المنغروف وإعادة زراعة 4000 هكتار أخرى في 48 موقعاً على سواحل سري لانكا.
هكذا ستكون سري لانكا أول دولة في العالم تحمي كل ما لديها من غابات المغروف. والمشروع هو شراكة بين منظمة "سي كولوجي" الأميركية وحكومة سري لانكا ومنظمة سوديسا المحلية.