فاز المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) بجائزة مؤسسة غريغور مندل في برلين، تقديراً لنجاحه في تأمين مجموعته العالمية من الموارد الوراثية للمحاصيل في مركزه في حلب، على رغم الظروف الصعبة التي تعصف بسورية.
وقال مدير عام إيكاردا الدكتور محمود الصلح: "على مرّ السنين، استطاعت إيكاردا أن تحفظ نسخاً من معظم مجموعات بنك المصادر الوراثية لديها خارج سورية. وعندما تصاعد النزاع سرعنا هذه العملية، وباتت مجموعة إيكاردا للموارد الوراثية مؤمنة بنسبة مئة في المئة خارج سورية. واحتفظنا أيضاً بنسخ لثمانين في المئة من مجموعتنا في قبو البذور العالمي في سفالبارد بالنروج. وفي السابق، أنقذت إيكاردا واستنسخت مجموعات من الموارد الوراثية من أفغانستان والعراق".
ونوه رئيس مؤسسة غريغور مندل الدكتور بيتر كارستنسن بجهود فريق إيكاردا، التي اعتبرها مهمة ليس فقط للمزارعين الذين يعتمدون بشكل كبير على التنوع لتحسين الأصناف الزراعية، ولكن أيضاً للأجيال القادمة التي ستعتمد على محاصيل تتحمل الجفاف وتقاوم الأمراض والآفات.
ويختزن بنك إيكاردا للمواد الوراثية أكبر مجموعة عالمية من سلالات الشعير والعدس والحمص والفول وأنواع متعددة من علف الماشية ونباتات المراعي، إضافة الى أنواع برية من القمح القاسي والقمح الطري، جمعت من مناطق جافة حيث نشأت أقدم ممارسات معروفة لتدجين المحاصيل. وهذه تشمل الهلال الخصيب ومرتفعات إثيوبيا ووادي النيل وآسيا الوسطى والقوقاز. كما أن مقتنياته الفريدة من بكتيريا الريزوبيوم، التي تثبت النيروجين في التربة، لها دور حيوي في استدامة الحياة على الأرض.
وبالاضافة الى قبو سفالبارد، تحفظ هذه الموارد الوراثية في المركز الدولي لتحسين الذرة والقمح، والمعهد الدولي لبحوث المحاصيل في المناطق الاستوائية شبه القاحلة، ومعهد بحوث الصناعة النباتية في روسيا، ووزارة الزراعة في الولايات المتحدة، ولدى شركاء الآخرين.
الصورتان: فريق إيكاردا في حلب، وحفظ بذور المحاصيل في المركز