الاختفاء المتزايد للجليد البحري في المحيط المتجمد الشمالي (Arctic) هو أحد التأثيرات المميزة للاحترار العالمي. لكن أبحاثاً جديدة تظهر أنه بات لا يغطي مساحة أقل فقط، بل هو يرقّ بشكل كبير. وهذا يجعله أكثر عرضة للذوبان، ما يؤدي إلى تغيير النظم الايكولوجية البحرية وتعديل خطوط الملاحة والتيارات والأحوال الجوية.
وتفترض بيانات حديثة مستقاة من مجموعة مصادر، بينها الغواصات العسكرية والأقمار الاصطناعية، أن الترقق يحدث أسرع بكثير مما قدرته النماذج الكومبيوترية سابقاً. وقد جمعها الباحثان في جامعة واشنطن رون ليندسي وأكسل شويغر، فبينت دراستهما التحليلية أن الجليد في الجزء المركزي من المحيط المتجمد الشمالي ترقق بنسبة 65 في المئة منذ العام 1975. وخلال أيلول (سبتمبر)، عندما يبلغ الجليد حده الأدنى السنوي، أصبحت سماكته أقل بنسبة 85 في المئة عما كانت عام 1975.
هذه المعلومات مهمة لتوقع التاريخ الذي قد تصبح فيه أجزاء من المحيط المتجمد الشمالي خالية من الجليد طوال جزء من السنة على الأقل.
ووجد الباحثان أن المعدل السنوي لسماكة الجليد البحري في مجمل حوض المحيط المتجمد الشمالي كان يتناقص نحو 45 سنتيمتراً كل عقد منذ العام 2000. وتراجع المعدل في الجزء المركزي من الحوض من 3.3 أمتار عام 1975الى 1.2 متر حالياً، بانخفاض بلغ 65 في المئة، أي ضعفي الترقق الذي قدر بنسبة 36 في المئة في دراسة سابقة خلال الفترة 1975 – 2000.
الرسم البياني: ترقق الجليد البحري منذ العام 1975 (الخط الأخضر) بالمقارنة مع دراسة سابقة (الخط البرتقالي)، باستخدام بيانات من غواصات (النقاط الحمراء) ومصادر أخرى
الصورة: هذه الغواصة الأميركية في المنطقة القطبية هي إحدى مصادر البيانات عن سماكة الجليد القطبي