بيروت، 1/7/2014
بليونان من البشر يأكلون الحشرات حول العالم، وقد أطلقت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) برنامجاً لتشجيع تربية الحشرات بهدف مكافحة الجوع وسوء التغذية في البلدان النامية. موضوع غلاف العدد الجديد من مجلة "البيئة والتنمية"، الذي كتبه العالم الهولندي أرنولد فان هويس المتخصص بالحشرات كغذاء، يضيء على ما يُحتمل أن يصبح قطاعاً عالمياً جديداً في الزراعة وصناعة الغذاء والأعلاف. جدير بالذكر أن الأمن الغذائي العربي هو موضوع تقرير المنتدى العربي للبيئة والتنمية (أفد) لسنة 2014، الذي سيتم عرضه ومناقشته في مؤتمر "أفد" السنوي في عمّان من 26 إلى 27 تشرين الثاني (نوفمبر).
وقد اجتذب العدد الجديد من "البيئة والتنمية" نخبة من الباحثين والقادة العالميين في مجالات التنمية المستدامة. فكتب الدكتور أشوك خوسلا، مؤسس منظمة "بدائل التنمية" في الهند والرئيس السابق لنادي روما والاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، عن خدمات النظم الإيكولوجية كمورد لا يقدر بثمن. وكتبت الدكتورة ماري لومي، الباحثة في جامعة أوكسفورد، عن تطوير سياسة المناخ في بلدان الخليج. وعرض شاندرا بوشان، نائب أمين عام مركز العلوم والبيئة في نيودلهي، أبرز ما تضمنه تقرير المركز عن الطاقة المتجددة في الهند، كتجربة يمكن الإفادة منها في المنطقة العربية. أما الدكتور ماتيس واكرناغل، رئيس شبكة البصمة البيئية العالمية، فكتب عن حسابات البصمات الوطنية سنة 2014، منوهاً بتعاون الشبكة مع المنتدى العربي للبيئة والتنمية الذي أثمر بإنتاج أطلس للبصمة البيئية والموارد الطبيعية في البلدان العربية. وفي الحلقة السادسة من مذكراته، يروي الدكتور مصطفى كمال طلبه، مهندس البيئة العالمية، التفاصيل السرية للمفاوضات التي أفضت إلى إبرام اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
ويتضمن هذا العدد نتائج تحاليل "البيئة والتنمية" لمياه المسابح البحرية في لبنان، مع خريطة تبين المواقع المأمونة والملوثة. وفي قسم "كتاب الطبيعة" موضوعان مصوران عن متنزه مانو الوطني في البيرو ومتنزه شرحبيل بن حسنة في الأردن، وما فيهما من ثروات نباتية وحيوانية. ومن المواضيع الأخرى في العدد: إنقاذ بذور محاصيل العالم بنقل نسخ منها من بنك "إيكاردا" للجينات في حلب إلى "القبو القطبي" في النروج، ناطحات السحاب العربية، المقالع والكسارات في السعودية وأثرها البيئي والصحي، مدن الشرق المفقودة تكشفها أقمار التجسس الأميركية، تكنولوجيا الفضاء تروي جامعة مغربية، الجزائر تستعد لاستغلال الغاز الصخري، في بيتنا إشعاع، غسل التربة الملوثة بالماء، 7% من دعم الطاقة ينقذ غابات العالم، فضلاً عن أخبار المنتدى العربي للبيئة والتنمية، ومساحات لتعليقات بيئية ضمن قسم "أليس في بلاد العجائب".
وفي افتتاحية العدد بعنوان "النيات في الأعمال"، يشير نجيب صعب إلى "إنجازات" بعض وزارات البيئة، التي تتمثل في توقيع مئات الاتفاقات وعقد آلاف الاجتماعات والمشاركة في آلاف المؤتمرات وتنفيذ مئات البرامج بتمويل دولي تحت عناوين الماء والهواء والبحر والتراب والنفايات والأحراج، لكن مع ذلك تزداد المياه ندرة وتلوثاً، وتتدهور نوعية الهواء، ويتحول البحر الى بحيرة من المجارير، ويتلوث التراب بالأسمدة والمبيدات الممنوعة، وتتفاقم مشكلة النفايات، ويختفي الغطاء النباتي الأخضر. ويرى صعب أنه "مهما تكن نيات القائمين على البرامج الدولية والوزارات صادقة وصافية، فهي تبقى حراكاً في حلقة مفرغة في غياب خطة وطنية واقعية تحدد الأهداف والأولويات، بالوقائع والأرقام والنتائج، لا بالتمنيات".