عادت بعثة علمية فرنسية من «قارة البلاستيك» المكونة من أعداد لا تحصى من النفايات البلاستيكية العائمة في شمال المحيط الأطلسي، وتقدّر مساحتها بضعفَي مساحة فرنسا.
وقال صاحب مبادرة تنفيذ هذه الرحلة باتريك ديكسون: «وصلنا إلى مناطق تتركّز فيها كميات كبيرة من نفايات البلاستيك الصغيرة». وهو قاد بعثة مماثلة العام الماضي إلى المحيط الهادئ. أما رحلته الحالية التي بدأها مطلع أيار (مايو) الماضي على متن قارب طوله 18 متراً فانطلقت من جزيرة مارتينيك الفرنسية، بدعم من المركز الفرنسي للتحليل ولتوقّع أحوال المحيطات.
وأوضح ديكسون: «وجدنا نوعين من النفايات، الكبيرة الحجم مثل العبوات والقوارير وهي تطفو على سطح الماء قرب الدوامة البحرية المتشكلة من التقاء التيارات البحرية، أما النوع الثاني فيضم النفايات الدقيقة جداً التي تلتقطها أجهزة خاصة لقياس تركّزها في المياه".
وسيدرس العلماء الكائنات المجهرية التي تنمو على البلاستيك، وبعضها «غريبة تماماً عن البيئة البحرية». وسيتيح التحليل الوراثي لهذه الكائنات تقويم أثرها على البيئة البحرية.
وتطوف ملايين الأطنان من النفايات في المحيط الأطلسي، بعد إلقائها على السواحل أو انتقالها مع مياه الأنهار التي تصب في المحيط. وفي عام 2012 أظهرت دراسة علمية أن تركز جزيئات البلاستيك في شمال المحيط الأطلسي تضاعف 100 مرة في العقود الماضية، ويتخوف العلماء من أن تكون لهذا الأمر ارتدادات سلبية على التوازن البيئي للمحيط وبالتالي على الأرض كلها.