حذر مستشار وزير الموارد المائية العراقي عبد عون ذباب من «خسائر اقتصادية ستكون الأضخم على العراق بسبب الأعمال الإرهابية التي طاولت قطاع السدود»، مؤكداً استمرار تكبّد هذه الخسائر حتى منتصف موسم الشتاء المقبل.
وكان مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) سيطروا قبل نحو شهرين على سد رئيسي في الفلوجة على نهر الفرات، وقطعوا مياه النهر عن وسط العراق وجنوبه، وفتحوا المجرى في اتجاه مناطق زراعية ومأهولة ما أدى إلى نزوح كبير للسكان.
وقال عون في تصريح إلى «الحياة» إن غرفة العمليات «وجهت الجهد الهندسي التابع للشركات العامة بفتح قناة طوارئ تبدأ من مناطق الإغمار وصولاً إلى المصب العام، بهدف تصريف المياه في شكل سريع ومنع وصولها إلى مناطق أخرى وتكبّد خسائر إضافية». ورأى أن وقف الفيضانات «أمر غير ممكن حالياً ما لم تتم السيطرة على مصدر المياه، وهو الآن في يد مسلحين في منطقة الفلوجة»، موضحاً أن «ما يحدث عبارة عن إجراءات مخففة فقط، ونسعى إلى عدم وصول الفيضانات إلى مدن شمال بغداد وإبقائها في محيط العاصمة الشمالية».
ويُعد حزام بغداد «الأخضر» من أغزر المناطق الزراعية ويضم ثلث بساتين العراق، فضلاً عن مساحات زراعة الخضار التي تمدّ العاصمة بكل حاجاتها. وأوضح كون أن محافظات بابل وكربلاء والنجف والديوانية والسماوة وميسان «تعتمد على إمدادات مياه الفرات لديمومة زراعة محاصيل استراتيجية مثل الرز والقمح والتمور والخضار، وتقدر واردات هذه الزراعة في الموسم الواحد بأكثر من 1,3 بليون دولار».
وأعلنت السلطات العراقية استعادة السيطرة جزئياً على السد، في حين سادت المخاوف من وصول سيول مياه النهر إلى مشارف العاصمة.
كلام الصورة: مجرى الفرات في منطقة كربلاء بعد تحويل مياهه من قبل مسلحي "داعش"